3B28083B50F154CF1BF7DEE49D8C36AF اكبر سرقة فى تاريخ البشر - من كل بحر قطره اكبر سرقة فى تاريخ البشر | من كل بحر قطره -->

اكبر سرقة فى تاريخ البشر

اكبر سرقة فى تاريخ البشر

كلَّما تناولت وسائل الإعلام مواضيع السرقات الدوليَّة الكبرى، تتبادر إلى الأذهان قصص الأموال والأرصدة المسروقة من البنوك والمصارف، وحكايات الكنوز المنهوبة، والنفائس من المقتنيات الذهبيَّة والفضيَّة، واللوحات والقطع الفنيَّة التي رسمها كبار الفنَّانين، وربَّما يشطح الخيال نحو المجوهرات والأحجار الكريمة، أو القطع الأثريَّة النادرة.سنتحدث هنا لأوَّل مرَّة عن سرقة كونيَّة كبرى لم تخطر على بال أحد، ولم تتناولها وسائل الإعلام قبل هذا التاريخ، ولم يكتب عنها باحث أو متخصِّص، ولم تحتفظ ذاكرة التاريخ بأيَّة أوراق تحقيقيَّة عن حيثيَّات الحادث وملابساته، على الرغم من حجم هذه السرقة وأهميَّتها العظمى، وعلى الرغم من النتائج السلبيَّة التي آلت إليها بعد بضعة أعوام من وقوعها حتَّى أنَّها تركت آثارها على الجهة التي تعرَّضت للسرقة، في الوقت الذي انتفع منها السارق، واستثمرها لحسابه حتَّى يومنا هذا. 
نبدأ بسرد حكايتنا من اليوم الذي وصلت فيه سفن المغامر الإيطالي (كرستوفر كولومبس) إلى السواحل الأمريكيَّة، ورست على جزر الكاريبي في الثاني عشر من شهر أكتوبر/تشرين أوَّل من عام 1492. في تلك السنة، سقطت غرناطة، آخر قلاع ملوك الطوائف. وفي تلك السنة، انتهى حُكْمُ العرب في بلاد الأندلس.
بمعنى أنَّ كولومبس، انطلق من مرفأ (دلبة) أو (بالوس) في الوقت الذي كانت فيه السلطة العربيَّة لم تزل تبسط نفوذها على المواقع الحساسَّة من الأندلس، وأنَّها كانت قبل عشرة أعوام من تلك الرحلة بكامل قوَّتها، وكانت تدير بعض الموانئ والمرافئ الغربيَّة المُطلَّة على المحيط الأطلسي، وتفرض سيطرتها على حركة السفن القادمة والمغادرة. ومن المؤكَّد أنَّ الدولة العربيَّة في الأندلس، كانت تمثِّل بوَّابة النهضة الملاحيَّة. ففي الوقت الذي كانت فيه الموانئ الأوربيَّة تمرُّ بأتعس ظروفها، كانت مرافئ قرطبة أجمل بكثير من مرافئ لندن. وكان الملاَّحون العرب والبربر والأتراك أصحاب الريادة في الفنون الملاحيَّة والعلوم الفلكيَّة. ولو عدنا إلى الوراء، وعلى وجه التحديد إلى القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) لاكتشفنا كيف اعتمد الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله (عبد الرحمن الثالث) على مواهب (حسداي ابن شفروط) الذي كلَّفه بوضع الحجر الأساس للنهضة العلميَّة والملاحيَّة، وكيف استطاع هذا الرجل الذي يجيد اللغات (العربيَّة والعبريَّة والآراميَّة واليونانيَّة واللاتينيَّة) أن يجمع أساتذة الملاحة والجغرافية والفلك في كيان مينائيٍّ موحَّد. فسخَّر مواهبهم كلَّها في توسيع نطاق الرحلات البحريَّة، ورسمَ المسالك البعيدة وثبَّتها في خرائط ملَّونة، اشتملت على أدقِّ التفاصيل. وأشرف (حسداي) بنفسه على ميناء قرطبة حتَّى صارت قرطبة مركزًا كبيرًا قادرًا على استقطاب علماء الملاحة والفلك من كلِّ حدب وصوب. فاستفادت من مواهبهم الجغرافيَّة، ومن تجاربهم العمليَّة في عرض البحر، وكانت قرطبة الينبوعَ الذي استقت منه الموانئ الأندلسيَّة الأخرى فنونها، واستمدَّت منه مقوِّمات نموِّها.
وجد ملوك الأندلس أنفسهم في أمسِّ الحاجة إلى رعاية المواهب الملاحيَّة وتشجيعها. وكانوا في أمسِّ الحاجة إلى تطوير صناعة السفن بالاتِّجاه الذي يُعزِّز حركة النهوض بالأسطول البحري العربي في حوض البحر الأبيض المتوسِّط، وفي حوض المحيط الأطلسي، فصارت الملاحة شعارًا ورمزًا وأيقونة، حتَّى أنَّ إحدى قرى غرناطة كان اسمها (الملاَّحة)، وإليها ينتسب العالم البارع أبو القاسم محمَّد الغافقي الأندلسي الملاَّحي.
ولادة فكرة السرقة الكبرى
أدركت التجمُّعات الأوربيَّة (العلميَّة والدينيَّة) في القرن الرابع عشر الميلادي أنَّ الخرائط والجداول والمعدَّات الملاحيَّة التي كانت بحوزة العرب والمسلمين هي المفاتيح السحريَّة التي ستفتح لهم أبواب التوسُّع والانتشار في بحار الله الواسعة. وهي التي ستفكُّ شفرة الألغاز الفلكيَّة والحسابيَّة، فولَّدت فكرة الاستيلاء على الإرث الملاحي العربي الإسلامي. وكانت هذه الفكرة الحافزَ الذي شجَّع رجال الكنيسة إلى إقناع الملوك والأمراء في (قشتالة) و (أراغون)، فزحف الملك (فرديناند الثالث) نحو المدن الأندلسيَّة المينائيَّة، وزحف الملك (جايم الأوَّل) على المدن الداخليَّة، فأسقطوا مدن بلنسية وقرطبة ومرسية وأشبيلية، واستولوا على الخرائط والمعدَّات والجداول الملاحيَّة، ووضعوا أيديهم على السفن الكبيرة، وعدوُّها من الغنائم، وغيَّروا أسماءها على الفور.
أصبح الحُكم الإسلامي محصورًا في غرناطة التي استطاعت لمناعتها وحصانة موقعها أن تقاوم الزحف. فوحَّدت مملكة (أراغون) صفوفها مع إيزابيلا ملكة قشتالة في الهجوم الكاسح ضدَّ غرناطة في معركة (لوشة) الكبرى. وكان الفارس العربي موسى بن أبي الغسَّان آخر المدافعين عنها، فشنَّ الملك (فرديناند) معركة (الإيمان المقدَّس) التي سقط فيها موسى شهيدًا خارج أسوار غرناطة، واستسلم المسلمون أمام هذا الغزو الجبَّار، وأصبح التراث البحري والعلمي كلَّه بيد (فرديناند) و(إيزابيلا).
الريادة في العلوم البحريَّة والملاحيَّة
كان البحر بستان الملاَّحين العرب وملعبهم ومؤنسهم ومدرستهم وملاذهم، وكان مقبرتهم الأبديَّة. وما تزال بصماتهم مطبوعةً في ذاكرة الجزر النائية، منقوشة على المسطَّحات البحريَّة مترامية الأطراف، تنتظر مَن يرفع الغطاء عنها، ويفكُّ رموزها، فحقَّقوا مكانة عالميَّة متميَّزة في المهارات الملاحيَّة المُكتسبة بالفطرة، إضافة إلى ما يكتنزون من مواهب طبيعيَّة، وما يحتفظون به من معارف موروثة. وتفوَّقوا في هندسة بناء السفن الشراعيَّة. وكانوا أوَّل مَن تعلَّم ركوب الماء. وكانت لهم الريادة في تهذيب الإسطرلاب وتطويره. وابتكروا آلة الكمال (آلة السدس Sextant)، واخترعوا البوصلة المغناطيسيَّة. وهم أوَّل من جزَّأها إلى اثنين وثلاثين جزءًا، وأوَّل مَن استخدم الساعة المائيَّة في الملاحة. ويعود لهم الفضل في رسم الخرائط الملاحيَّة، وتثبيت الملامح الساحليَّة، وتوزيع خطوط العرض والطول.
كان الأندلسيُّون أسياد الملاحة في المحيط الأطلسي بلا مُنازع، وكانت سفنهم من أكثر السفن إثارة للإعجاب، وتُظهر مستوًى عالٍ من المهارة ودِقَّة الصنعة، واستطاعوا أن يبسطوا نفوذهم الملاحي على الجزر التي سنأتي على ذكرها هنا.

برع الأندلسيُّون أيضًا في رسم الخرائط الجغرافيَّة، واهتمًّوا بتوضيح المسالك البحريَّة. كانت أشهرها الخارطة التي رسمها الإدريسي. وصنع بجوارها كرة أرضيَّة من الفضَّة. وهو أول من رسم خارطة كاملة للأرض.
أوَّل مَن أكتشف أمريكا
ممَّا لا ريب فيه أنَّ المسلمين والعرب وصلوا إلى السواحل الأمريكيَّة قبل كريستوفر كولومبس بمئات السنين، وأنَّ تسجيل ذلك الاكتشاف باسم كولومبس لا يلغي حقَّ روَّاد الملاحة العربيَّة الذين غامروا بعبور الأطلسي، واستقروا في الأرض الجديدة.
فقد تحدَّث أحمد بن فضل الله العمري في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" عن وجود أرض عامرة وديار مسكونة، لكنَّها غير مُعلنة، تقع خلف بحر الظلمات (المحيط الأطلسي). وقد عاش إبن فضل الله قبل كولومبس بقرنين على أقلِّ تقدير.
وتحدَّث المؤرِّخ أبو بكر بن عمر عن ملاَّح عربي آخر، ابن فاروق من غرناطة، أبحر من ميناء قادس (Kadesh) في بداية شهر فبراير/شباط من عام 999، وتوغَّل في بحر الظلمات حتَّى وصل إلى جزر الكناري، ثمَّ واصل مساره في الاتِّجاه الغربي حتَّى وصل إلى جزيرتين نائيتين, هما جزيرة (Capraria)، وجزيرة (Pluitana)، وعاد من رحلته في نهاية مايو/أيَّار من العام نفسه.
وذكر المسعودي في "مروج الذهب" إنَّ الملاَّح العربي خشخاش بن سعيد بن أسود القرطبي، أبحر من الأندلس متوجِّها نحو الغرب في العام الهجري 889 الموافق عام 1484، وقطع بحر الظلمات (الأطلسي)، ووصل بعد عناء ومشقَّة إلى أرض مجهولة. عاد منها محمَّلا بالذهب والغنائم. وقد أشار المسعودي إلى موقع تلك الأرض، وثبَّتها في الخارطة التي رسمها المسعودي نفسه. وكتب عليها عبارة (الأرض المجهولة). وهي في موضع قارة أمريكا.
وتحدَّث الإدريسي أيضًا عن رحلة بحريَّة استكشافيَّة، قام بها مجموعة من الملاَّحين العرب. انطلقوا غربًا من ميناء (دلبة) في الأندلس، واقتحموا المحيط الأطلسي، ثمَّ عادوا بعد أشهر، وراحوا يقصُّون للناس مشاهداتهم المثيرة عن عالم غريب.
وتعترف المراكز الملاحيَّة الإسبانيَّة اليوم بأنَّ العرب المنحدرين من أصول مغربيَّة، أبحروا من ميناء (دلبة) الأسباني (بالوس Palos) في منتصف القرن العاشر الميلادي، وعبروا بحر الظلمات (الأطلسي) متَّجهين بسفنهم نحو الغرب، ثمَّ عادوا بعد غياب طويل ليحكوا للناس عن مشاهداتهم في الأرض العجيبة الواقعة غرب المحيط.
وكان الأندلسيُّون يحلمون بالسفر بحرًا إلى تلك الجزر النائية. وهذا ما شجَّع العرب على الفرار بسفنهم بعد سقوط غرناطة عام 1492، والمجازفة بعبور الأطلسي. بحثًا عن الملاذ الآمن وخوفًا من الموت المحتوم الذي كان يطاردهم في الأندلس. واستمرَّت هجرة عرب الأندلس إلى الأرض الجديدة، الأمر الذي دفع ملك إسبانيا إلى إصدار قرار جائر، منع بموجبه تلك الهجرة وحرَّمها على المسلمين.
كولومبس يقتل الونزو ويسرق خرائطه
تذكر المراجع البرتغاليَّة أنَّ كولومبس كان يقيم في جزيرة (ماديرا Madeira). وفي عام 1486، أصابت الأعاصير سفينة إسبانيَّة، وأغرقتها في عرض البحر. ولم ينج منها إلاَّ خمسة من بحَّارتها، من ضمنهم ربانها (Alonso Sanchez). وشاءت الظروف أن يلجأ ربَّان السفينة المنكوبة إلى منزل كولومبس وبحوزته سجِّل السفينة وخرائطها الملاحيَّة المُقتبسة من الخرائط العربيَّة التي رسمها الملاَّح خشخاش بن سعيد. كانت تلك الخرائط تغطِّي أهمَّ مسالك المحيط الأطلسي. وتعدُّ من الوثائق السرِّيَّة النادرة. فغدر كولومبس بالربان المفجوع، وقتله وأستحوذ على خرائطه.
غامر كولومبس بعبور الأطلسي مستعينًا بالخرائط الملاحيَّة العربيَّة المسروقة، ومتسلِّحًا بالمفاهيم والمعارف الجغرافيَّة العربيَّة. ويبدو أنَّه كان مؤمنًا بنظريَّة (كرويَّة الأرض) للعالِم الجغرافي الأندلسي "أبو عبد الله البكري". وهي النظريَّة التي قادته لمحاول الوصول نحو الشرق بالسير غربًا. خلافًا لرأي الكنيسة المتشدِّد آنذاك، والقائل بأنَّ الأرض مسطَّحةٌ، وأنَّ الأيمان بكرويَّتها كفرٌ أودى ذات يوم بحياة كوبرنيكس، وعرَّض غاليلو للتعذيب.
وكان كولمبس مدركًا لحسابات العالِم العربي "أبو الفداء" الذي توسَّع في شرح نظريَّة كرويَّة الأرض، وبيَّن اختلاف التوقيتات الزمنيَّة في شروق الكواكب وغروبها من مكان إلى آخر. واستعان أيضًا بتطبيقات خطوط الطول والعرض التي توصَّل إليها أحمد بن محمَّد المقدسي، وتطبيقات البيروني على دوائر العرض بالاعتماد على رصد زوايا النجوم.
بمعنى أنَّ كولومبس اعتمد اعتمادًا كلِّيًا على الخرائط العربيَّة المسروقة، فرسم مسار رحلته الملاحيَّة في حدود الإطار المعرفي الذي وفََّّرته له تلك الخرائط الأندلسيَّة، فتمكَّن من الانطلاق نحو الغرب معتمدًا على أسس واقعيَّة ومنطقيَّة صاغتها العبقريَّة العربيَّة. وكان ثُلث بحَّارته من الملاَّحين العرب.
وفي شباط/فبراير من عام 1988 أقيم في غرناطة في إسبانيا مهرجان كبير بمناسبة مرور خمسة قرون على تسجيل اكتشاف قارَّة أمريكا، تحدَّث فيه علماء التاريخ والجغرافيا عن اعتماد كولومبس على الخرائط الملاحيَّة العربيَّة والإسلاميَّة في عبور الأطلسي، وأكَّدوا على استعانته بالمراجع العربيَّة، وقالوا: إنَّه رجع إلى الكثير من المؤلَّفات العربيَّة التي تُرجمت إلى اللغة الإسبانيَّة آنذاك. منها كتاب (مروج الذهب) للمسعودي، وكتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) للإدريسي الذي رسم مشاهداته على كرة من الفضَّة للملك روجيه الثاني حينما دعاه لزيارة صقلِّية، وكتاب (تقويم البلدان) لعماد الدين إسماعيل أبي الفداء. وأجمع المشاركون في الحفل على أنَّ كولومبس زوَّد سفنه بعدد من الآلات البحريَّة والفلكيَّة عربيَّة الأصل مثل البوصلات العربيَّة والإسطرلابات وآلات الكمال (آلة السُّدس).
وقال الملاح التركي الكبير (الرئيس برِّي) في (كتاب البحرية): إنَّ قارة أنتيليا (ويقصد أمريكا) اكتشفت عام 1465، أي قبل وصول كولومبس بأكثر من ربع قرن. ونقل في كتابه عن رودريكو، رجل برتغالي، عمل في خدمة عمِّ برِّي (الرئيس كمال)، أنَّه رافق كولومبو (يقصد كولومبس) في رحلته إلى أنتيليا، وكانت بحوزته خرائط أندلسيَّة وعثمانيَّة. وقال بأنَّه وقف يتوسَّط بين كولومبو وبحَّارته الذين أعلنوا العصيان، وأرادوا الاعتداء عليه بعد اليأس الذي أصابهم في البحث عن القارَّة الجديدة. وقال بأنَّ كولومبو قال لهم: "أثق إنَّنا لا بدَّ من أن نصل هنا إلى الأرض التي نبحث عنها، لأنَّ البحَّارة الأندلسيِّين والعثمانيِّين لا يكذبون." وبالفعل، عثرنا على الأرض الجديدة بعد ثلاثة أيَّام من ذلك التصريح.
إخوان هاني في بحر الظلمات
صرَّح كولومبس بنفسه بأنَّ اللغة العربيَّة هي أمُّ اللغات. وهذا يفسِّر حرصه على اصطحاب البحَّار (Luis de Torres) الذي كان يجيد العربيَّة والأسبانيَّة. فقد ظلَّت اللغة العربيَّة تتربَّع على منصَّة العلوم والفنون والآداب في عموم بلدان العالم المتحضِّر في الفترة من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر الميلادي. وكانت معظم الخرائط والجداول الملاحيَّة مكتوبة باللغة العربيَّة. ومن الواضح أنَّه اقتفى أثر (خشخاش بن سعيد) و (ابن فاروق)، وسار على نهجهما إذ اختار ميناء (دلبة) للانطلاق في رحلته نحو الغرب. وتوجَّه إلى جزر الكناري. وكانت تسمَّى (Gomera). وهو اسم عربي يعني (جميرة، تصغير جمرة). وفي هذه الجزر، وقع كولومبس في حبِّ (Beatriz Bobadilla). ونلاحظ هنا أنَّ اسم (Bobadilla) مشتقٌّ من الاسم العربي (أبو عبد الله Abouabdilla ).
وفي الثاني عشر من أكتوبر/تشرين أوَّل عام 1492، رست سفن كولومبس على ساحل جزيرة صغيرة تابعة للبهاما، اسمها (Guanahani). وهو اسم آخر مشتقٌّ من العبارة العربيَّة، ويعني (إخوان هاني). فبادر إلى تغيير اسمها إلى (سان سلفادور San Salvador).
وقال فرديناند، نجل كولومبس بأنَّ أباه أخبره بوجود قبائل من أصول أفريقيَّة تقطن في الهندوراس. وذلك إلى الشرق من ((Cavinas. وأخبره أيضا: أنَّه وجد في الموقع نفسه قبائل مُسلمة تدعى (Almamy). أو (Al-Imam)، وهذه الرواية لا تحتاج إلى تعليق. ومن المرجَّح أنَّ تلك القبائل تعرضت إلى الإبادة الجماعيَّة.
ويكشف لنا أستاذ اللسانيَّات في جامعة هارفارد. البروفسور (Leo Weiner ) في كتابه (أفريقيا واكتشاف أمريكا)، المنشور عام 1920 عن حقائق مثيرة تثبت الوجود العربي الإسلامي في أمريكا قبل كولومبس. وأشار إلى شيوع مفردات عربيَّة كثيرة في لهجات الهنود الحمر. تؤكِّد على وجود صلات عرقيَّة بين القبائل الموريتانيَّة والمغربيَّة من جهة، وقبائل الهنود الحمر من جهة أخرى.
خرائط الريس بيري كشفت زيف كولومبس
أذهل الملاَّح التركي (الرئيس برِّي) العالم كلَّه بخارطتين متهالكتين مرسومتين بتسعة ألوان على جلد الغزال للشواطئ الغربيَّة لإفريقيا، والشواطئ الشرقيَّة للأمريكيَّتين، والحدود الشماليَّة لليابسة في القارَّة القطبيَّة الجنوبيَّة (انتارتيكا). قال عنها مدير مركز الأرصاد في (ويستون): "إنَّ خرائط الرئيس برِّي المرسومة عام 1513 صحيحة بدرجة تذهل العقول، لأنَّها تُظهر بوضوح أماكن لم يكتشفها الإنسان في ذلك الزمان. وممَّا يبعث على الحَيرة أنَّه رسم جبال القارة القطبيَّة الجنوبيَّة ووديانها، في حين لم تتوصَّل المراكز الجغرافيَّة المُعاصرة إلى رسمها إلاَّ بعد عام 1952، وذلك بعد أن تسلَّحت بأحدث تقنيات المسح الزلزالي. وممَّا زاد الأمر حَيرة أنَّ الصور التي التقطتها المركبات الفضائيَّة للقارَّة القطبيَّة الجنوبيَّة، جاءت مُطابقة لخرائط الرئيس برِّي."
والشيء نفسه يُقال عن الحدود الشرقيَّة في القارَّتين الأمريكيَّتين التي جاءت مطابقة تمامًا للحدود التي بيَّنتها صور الأقمار الصناعيَّة لتلك السواحل، ممَّا تسبَّب بإحراج علماء الجغرافيا لأنَّ كولومبس لم يصل إلى تلك السواحل، ولم يعرفها أبدًا، ولم تكن لدية القدرة على رسم الخرائط بهذا المستوى المذهل. والحقيقة التي لا بدَّ من الاعتراف بها، هي أنَّ العرب والمسلمين كانوا يصولون ويجولون في تلك السواحل، ويتردَّدون عليها في أوقات غير منتظمة، وأنَّ كولومبس سرق خرائطهم الملاحيَّة، وسلك المسالك التي سلكوها قبله، وأنَّ التراث البحري الأندلسي والعثماني كان الكنزَ الذي تعرِّض للسطو، وهو المفتاح الذي استعملته أوروبَّا في حلِّ شفرة المسالك الملاحيَّة المخيفة.

سرقة مفاتيح المسالك الخليجيَّة
بعد ستَّة سنوات على سقوط الدولة العربيَّة في الأندلس، وعلى وجه التحديد، في عام 1498، كانت طلائع سفن البرتغالي فاسكو دي غاما تقف خارج بوَّابة مضيق هرمز، لتضع يدها على الكنوز الملاحيَّة الخليجيَّة، وتسرق مفاتيح المحيط الهندي من خزانة العرب. ولم تمض بضعة أشهر على تجوالها في بحر العرب وخليج عُمَان حتَّى أصبحت خرائط شهاب الدين أحمد بن ماجد في حوزة البرتغاليِّين.
كان ابن ماجد من أشهر الملاَّحين العرب. فهو أسد البحر، وشيخ الملاَّحين والمُرشدين، وواضع أسس النظريَّات الملاحيَّة الحديثة التي جسَّدت رؤية الجغرافيِّين القُدامى. وهو مُبتكر المصطلحات العربيَّة في شتَّى العلوم والفنون البحريَّة، وصاحب الاختراعات والكتب والأراجيز التي أعتبرها الغرب ثروة لا تُقدَّر بثمن. وأشهر مؤلَّفاته، كتاب (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد).
ابتدع ابن ماجد قياسات ملاحيَّة جديدة لم يسبقه إليها أحد. واستطاع أن يحدِّد مواقع الجزر والبلدان والسواحل ومطالع النجوم. وشرَحَ المسالك البحريَّة في المحيط الهندي. وتعمَّد تدوين علومه البحريَّة على شكل أراجيز شعريَّة مُبسَّطة حتى يسهل حفظها وتناقلها بين رجال البحر. وبلغت أراجيزه نحو أربعين أرجوزة في مختلف المواضيع.
وجد (دي غاما) ضالَّته في علوم ابن ماجد، فسرقها كلَّها، وغدر بصاحبها، ورماه في البحر، ونقل كنوزه المعرفيَّة إلى البرتغال. فاكتملت فصول أكبر سرقة علميَّة في تاريخ كوكب الأرض. ووقعت كنوز البحار والمحيطات والجزر والقارَّات بيد الأساطيل الإسبانيَّة والبرتغاليَّة، ثمَّ تبعتها الأساطيل البريطانيَّة والفرنسيَّة والهولنديَّة، وبدأت أولى مراحل الاستعمار الغربي التي غيَّرت وجه العالم في كلِّ الاتجاهات.
ملفٌّ خاصٌّ، نشرته جريدة المستقبل العراقي في 24/5/2012
معلومات إضافيَّة عن الإسطرلاب لم تَرِدْ في المقال (إسطرلاب عربي من سنة 1208 م) (إسطرلاب فارسي من القرن العشرين)
أصل هذه الآلة غير معروف، وقد كتب "Theon of Alexandria" عن الأسطرلاب في القرن الرابع قبل الميلادي، وأوَّل رسالة إغريقيَّة محفوظة، تعود للقرن السادس الميلادي. وقد طوَّر علماء الفلك المسلمون الإسطرلاب تطويرًا كاملا في العهد الإسلامي بسبب حاجتهم لتحديد أوقات الصلاة واتِّجاه مكَّة. وقد بقي الإسطرلاب مُستخدما على نحو شائع حتَّى سنة 1800م.

كان الإسطرلاب يُستخدم في الملاحة العربيَّة لتعيين زوايا ارتفاع الأجرام السماويَّة بالنسبة إلى الأفق في أيِّ مكان لحساب الوقت والبُعد عن خطِّ الاستواء.
يتكوَّن الإاسطرلاب من العديد من القطع: العنكبوت، قطعة كانت تمثِّل مدار الشمس في دائرة البروج، وتجد أيضًا بها النجوم. والصفيحة، قطعة توضع عليها دوائر الارتفاع والسموت، ومواقيت الصلاة والمنازل الإثنى عشر وغيرها الكثير. وقطعة تسمَّى "الأم" تحتوي جميع القطع، والعضادة والفرس. وتقسَّم الدائرة لدرجات لتعيين زوايا ارتفاع النجوم أو الشمس لتحديد موقعهها.
هناك كتاب فُقِدَ أصلُه اليوناني، ولكن نسخته العربيَّة موجودة لحسن الحظ. ويُرجع بعض المؤرِّخين أنَّ مخترع الإسطرلاب بشكله المعروف هو ابن الشاطر العالم الدمشقي. وممَّن كتبَ عنه من اليونانيِّين أيضًا يوحنَّا النحوي في القرن السادس الميلادي. وقد كتب كتابًا عن الأسطرلاب المسطَّح بطلميوس، صاحب المجسطي. وهناك كتابات باللغة السريانيَّة عن الإسطرلاب، ترجع إلى القرن السابع الميلادي، وتُنسب إلى سفيروس سيبوخت. مع كلِّ هذا، فإنَّ هناك مَن يُنسب هذا الاختراع إلى "أبو إسحق إبراهيم الفزَّاري" في القرن الثامن الميلادي.
لكن المؤكَّد أنَّ العرب عرفوا الإسطرلاب، وأضافوا إلى المعرفة الإنسانيَّة الكثير عنه. ومن الكتابات المشهورة عند العرب في هذا الشأن، كتابات عبد الرحمن بن عمر الصوفي في "كتاب العمل بالإسطرلاب" و "الكتاب الكبير في عمل الإسطرلاب"، وهو موجود وتمَّ تحقيقه. وكتبت فلورا كفافيا، باحثة يونانية رسالة دكتوراة في جامعة باريس بالفرنسيَّة والإنجليزيَّة عن الأسطرلاب، وجهد عبد الرحمن الصوفي في ذلك. وحقَّقت بعض أعماله كذلك.
الإسطرلاب والمعلومات المُقتبسة مأخوذة عن موقع في الإنترنت.
نبشُ جُثثِ الماضي والتمثيلُ بها حِرْفةٌ أتقنها كثيرٌ من أحفادِ هؤلاء الأجدادِ، لإثارةِ الفتنِ والنعراتِ الطائفيَّةِ والمذهبيَّةِ والدينيَّةِ لنتقاتلَ وتذهبَ ريحُنا سُدًى، بعدَ أن تَدري بنا.
فهنيئًا لخصومنا وأعدائنا بنا.

رحم الله ماضيًا لم نعرف منه إلاَّ الرَّفات.

--------------------------------------------
الكوميديا الإلهيّة...أكبر السرقات الأدبيّة فى تاريخ البشريّة
لعلّ السرقة الأدبيّة التى قام بها "دانتى آليجييرى" فيما يخص عمله الأشهر "الكوميديا الإلهية" هى أحد أكبر و أضخم جرائم السرقة الأدبيّة فى تاريخ الفكر الإنسانى , ولعل مايثير التعجّب و الدهشة هو أن "دانتى" أفلت بجريمته بل و تم تكريمه و تخليد سرقته الأدبيّة على أنّها من بنات أفكاره , وهو ما يجعلنا نبحث عن السبب فى حدوث ذلك , وحالما نعرف السبب فإن شعورنا بالدهشة و التعجّب يتحوّل إلى شعور بالغثيان و الإزدراء للأساليب التى إنتهجتها الحضارة الغربيّة من أجل أن تنكر فضل و أثر الحضارة الإسلاميّة/العربيّة عليها , ومن اجل أن تقوم بتغييب و تجهيل و إنكار أى فضل لتلك الحضارة القادمة من الشرق عليها , فإذا بها تنسب كل ما أخذته عنها إلى نفسها دون الإشارة إلى المصدر الذى إستقت منه ما أخذت جذوره و أسسه – وفى أفضل الأحوال فإنها قد تشير إلى ذلك إشارة عابرة فى عجالة و على إستحياء أو من تحت الضرس- ( ولعل ما يثير الإحتقار أن الحضارة الغربيّة قامت بذلك بشك منهجى و منظّم و واع و ليس عن جهل أو سهو)
السرقة الأدبيّة التى قام بها "دانتى" فى كوميدياه الإلهيّة من "رسالة الغفران" لأبى العلاء المعرّى هى سرقة لا تحتاج إلى دليل أو إثبات (كونها مفضوحة و جليّة كما هى شمس الظهيرة فى منتصف شهر أغسطس) , فقد قام "دانتى" بسرقة فكرة رسالة الغفران الأدبيّة (التى كانت طليعيّة بحق) ثم قام بــ"تغريبها" (تماماً كما نقوم نحن بالتعريب) حيث أعاد إنتاجها و صياغتها إنطلاقاً من معطياته اللاهوتيّة و معتقداته المسيحيّة صاهراً ذلك بأسلوبه الأدبى الخاص به (و الذى لا مجال لإنكار كمال حرفيّته و مستواه الرفيع على أى حال – من باب إحقاق الحق-)
لا رد على الذين يتشكّكون فى تلك السرقة الأدبيّة إلاّ دعوتهم لمطالعة رسالة الغفران لأبى العلاء المعرّى (التى سبقت – زمنيّاً- الكوميديا الإلهيّة بعقود عديدة ) ليرى كل الشواهد و الدلائل التى تثبت سرقة "دانتى" للفكرة من أبى العلاء المعرّى الذى كتب رسالة الغفران ردّاً على رسالة "إبن القارح" و وصف فيها رحلة خياليّة إفتراضيّة إلى الدار الآخرة حيث قابل من قابل من مشاهير العرب فى الجنّة و فى الأعراف و فى الجحيم.
ولعل ما يرتكز عليه المشككين فى حدوث تلك السرقة الأدبيّة ( و بذلك تُصنّف السرقة على أساس أنها توارد خواطر لاغير – إن إعترفوا بذلك حتّى-) هو إعتقادهم بعدم وجود إتصال مباشر بين "دانتى" و الأدب العربى , بل و إعتقادهم بعدم وجود أى علاقة لــ"دانتى" بالثقافة العربيّة..... و لهؤلاء أقول أن علاقة "دانتى" بالأدب العربى علاقة و ثيقة و أن وصول الخطوط العريضة و الأفكار الخاصة بأعمال المفكّرين و الأدباء العرب إليه كان قائماً و حادثاً , و لكى ندرك ذلك فكل ماعلينا فعله هو معرفة أصل و فصل "دانتى" وما الذي جعله يقوم بالإحتيال والسرقة الكبرى هذه ..
نعرف بالطبع أن الموقع الحيوى و الثروة الطبيعية التى تمتاز بها الأراضى الإيطاليّة قد ساهمت فى تفتيت وحدتها بين ملوك الطوائف الذين تكالبوا على الحكم فى كثير من مدنها ( وهو ما جعلها مطمعاً للدول المجاورة لها , وعلى رأسها ألمانيا)
إيطاليا فى ذلك العصر كانت تتخبّط فى ميدان السياسة تاركةً أوصالها تتمزّق بين الإضطرابات التى يزكى ضرامها النبلاء من أهل البلاد و الدخلاء من الأسر الألمانيّة الكبيرة (أسر النبلاء) , و أشهر هذه الأسر كانت أسرة "فلف" Welf التى هاجر بعض أفرادها إلى إيطاليا منذ القرن الحادى عشر و إتصل نسبهم بالزواج من أسرة "ديستى" (d'Este) ذات الصولة و الجولة فى التاريخ الإيطالى , و هو نفس ماحدث مع أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن" (Hohenstaufen Wiblingen) التى نزحت فيما بعد إلى صقليّة بالجنوب الإيطالى و إستقرّت بها
و عندما توفى الإمبراطور "لوتير" (Lothaire) و تم إنتخاب "كونراد" (Conrad) إمبراطوراً يخلفه (وهو من أسرة "هوهنشتاوفن فينبلينجن") رفضت أسرة "فلف" الإعتراف به , وقام صراع ضارى بين الأسرتين كان ضحيّته المدن الإيطاليّة بطبيعة الحال
ثم... تحوّل إسم عائلة "فلف" إلى "جويفلى" فى النطق الإيطالى , بينما تحوّل إسم عائلة "فينبلينجن" إلى "جيبيللينى" (Ghibellini) , و إتخذت كل أسرة أنصاراً لها , وظل الصراع قائماً بينها إلى أن غزت فرنسا إيطاليا
فــــ....
أين "دانتى" من كل هذا؟!
"دانتى" ينحدر من أسرة "إليزى" (Elisei) التى هى أحد فروع عائلة "فينبلينجن" التى كانت على إتصال وثيق بالعرب فى صقليّة عن طريق التجارة و المعايشة حيث إستقر الكثير من التجّار العرب هناك و أقاموا "خانات" خاصة بهم للإقامة بها و قاموا بنقل عادات و تقاليد و أفكار و آداب و علوم خاصة بهم إلى تلك المنطقة , و لعل أكثر ما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين عائلة "دانتى" و العرب هو أن جميع المؤرّخين للعصور الأوروبية الوسيطة ( وعلى رأسهم "زيلّر" و "كولتون" و "بولدوين" و "باراكلاف") قد أجمعوا على أن عرب صقليّة هم الأصل فى تحريف إسم عائلة "دانتى" (فينبلينجين) , حيث حرّف العرب إسم العائلة إلى "جيبللو" أوّلاً (و هى عادة العرب على أى حال فى تحريف الألفاظ الأعجميّة) ثم أخذ الإيطاليون عنهم هذه التسمية المحرّفة و صاغوها فى صيغة الجمع بلغتهم الإيطاليّة فأصبحت "جيبللينى" نحن أمام حالة سرقة أدبيّة واضحة تتوافر فيها عناصر إثبات هذه السرقة :
1-تطابق الفكرة (الغير مسبوقة و غير ذات الصلة بأى عمل يسبق أو يلى العمل الذى تمّت سرقة الفكرة منه فى الفترة الزمنية الواقعة بين ظهور العمل المسروق منه و العمل الذى قام بسرقة الفكرة)
2- العمل الذى تعرّضت فكرته للسرقة يسبق زمنيّا العمل الذى ينكر قيامه بالسرقة
3-وجود صلات و قنوات تنقض و تكذّب إدعاء سارق العمل ( أو المدافعين عنه) بعدم وجود إحتمالية أو إمكانيّة لوصول فكرة العمل المسروق إلى سارق العمل
"دانتى آليجييرى" من مواليد مدينة "فلورنسا" ( و إسمه الأصلى ليس "دانتى" بل هو " دورانتى" الذى تم تخفيفه – كإسم دلع يعنى- لاحقاً إلى "دانتى")
دانتى تتلمذ على يد أستاذ إسمه "برونيتو لاتينى" تعلّم منه قواعد اللغة و الخطابة و المنطق و الرياضيّات و الهندسة و الفلك و الموسيقى .... بس الغريب جدّاً هو أن ذكر هذا المربّى فى الكوميديا الإلهيّة لم يرد فى الفردوس , بل ذكره "دانتى" فى الأنشودة 15 من الجحيم !!!!!
"دانتى" وقع منذ صباه فى غرام فتاة إسمها "بياتريتشى دوناتيللى" , وعندما لقت حتفها بوباء الطاعون خلّد "دانتى" ذكراها فى كتاب إسمه "أيّام الصبا و الشباب" (Vita Nouva) , وهو خليط من الشعر و النثر يمزج بين المذكّرات اليوميّة و القصّة القصيرة فى قالب إعترافات ذات صبغة سوداويّة حزينة و كئيبة تتأرجح بين الحب و الموت..... و يعتبر الكثيرين "أيّام الصبا و الشباب" بمثابة مسودّة أو "تسخين" للكوميديا الإلهيّة
فى مطلع الثلاثينيّات من عمره تزوّج "دانتى" على غير المتوقّع من إمرأة تنتمى إلى الأسرة المناوئة لأسرته , حيث تزوّج من "جيمّا دورّاتى" إبنة أحد زعماء حزب السود ( حزب السود –Neri- هو حزب الــ"جويلفيين" الذين ينادون بإستقلال إيطاليا تحت ظل الراية الباباويّة , بينما حزب البيض – Bianchi- هو حزب الــ"جيبلليين" من أنصار الأرستقراطيّة و الحكم الإقطاعى فى كنف الإمبراطوريّة الألمانية)..... ولكنّه لم يلبث أن تغلّبت على مشاعره عصبيّته القبليّة و تعصّبه الفطرى لعائلته فإنسلخ عن حزب السود المستظل براية البابا ليعود إلى أحضان حزب عائلته (حزب البيض) من أنصار الإمبراطور الألمانى فريدريك الثانى ( و هذا الإمبراطور حكايته حكااااايه و من اكثر شخصيّات التاريخ البشرى تعقيداً و إثارة للجدل.... و سيرد ذكره بالتفصيل فى موضوع حكاوى الحكواتى )
ولكن ماحدث كان أن حزب السود الموالى للبابا إنتصر على حزب البيض , وقرر كبار قادة حزب السود أن يتم نفى "دانتى" , فأصيب على أثر ذلك النفى (الذى كان يراه تعسّفياً من وجهة نظره) بإضطراب فكرى و أزمة نفسيّة زعزعت إيمانه بالله و بالناس و بالعدالة ( و بالطبع فمن الممكن بسهولة أن نجد صدى هذه الأزمة فى مطلع الأنشودة الأولى من الجحيم , حيث يرمز إليها بالغابة المعتمة التى ضل طريقه فيها وهو فى سن الخامسة و الثلاثين – أى فى سنة صدور قرار نفيه-)
و بالمناسبة...."دانتى" إستغرق 18 عاماً كاملاً فى كتابة الكوميديا الإلهيةّ (كان فى أغلب هذه الأعوام مشرّدا و هائماً على وجهه بعد نفيه و إضطهاده )
= لا بد أن نعذر كل من يقرأ الترجمة الإنجليزيّة للكوميديا الإلهيّة فلا يفهم الكثير منها.... فالترجمة الإنجليزيّة هى بالأساس ترجمة تمّت باللغة الإنجليزيّة القديمة الغير دارجة الآن , وهى ترجمة باللغة الإنجليزيّة القديمة لنص مكتوب باللغة الإيطاليّة القديمة الغير دارجة هى الأخرى الآن 
= على المستوى اللغوى , "دانتى" ألّف كتاب عن اللغة الإيطاليّة , وتوفّى دون أن يكمله , وهو كتاب إسمه "العامّية الفصحى" (de Vulgaris eloquentia) , و كان قد ألّف كذلك كتاب – أو بالأصح كتيّب- إسمه "الوليمة" (il Convivio)..... و فى الكتابين عرض "دانتى" منظوره للّغة الإيطاليّة و قسّمها إلى قسمين أساسيين:
اللغة العاميّة (Locutio Vulgaris)
و 
اللغة الفصحى (Locutio Secundaria Patius Artificialis) التى صنّفها على أنّها لغة الثقافة و النمو و التقدّم المدنى و الفكرى و الروحى و الحضارى ( وهى اللغة التى كتب بها الكوميديا الإلهيّة)
= إذا كان "دانتى" قد سرق فكرة "الكوميديا الإلهيّة" من "رسالة الغفران" للمعرّى...... فإننى أرى أن المعرّى قد إستوحى "رسالة الغفران" ممّا تواتر من أحاديث نبويّة شريفة عن رحلة الإسراء و المعراج التى عَرَج فيها المصطفى عليه الصلاة و السلام إلى السماوات العلى
-------------------------------------------------------
متسللون سرقوا مليار دولار

كشف محققون عما يعتقدون أنه أكبر جريمة إلكترونية في التاريخ، سرقوا خلالها من بنوك في العديد من دول العالم، ما يصل إلى مليار دولار، وهي العملية التي وصفت بأنها "ثورة في عالم الجريمة الإلكترونية".

وتعتقد البنوك البريطانية أنها فقدت عشرات الملايين من الجنيهات، بعدما قضت عصابة روسية نحو عامين على الأقل، في تنظيم أكبر جريمة سرقة عبر الفضاء الإلكتروني.
وبلغ حجم الأموال المسروقة نحو مليار دولار، أو ما يعادل 650 مليون جنيه استرليني، بواسطة فيروس هاجم شبكات أكثر من 100 مؤسسة مالية في أنحاء من العالم.
وتمكن المتسللون من زرع الفيروس في أنظمة شبكات البنوك مستخدمين برنامجاً خبيثاً، انتشر في الشبكات وقام برصدها على مدى شهور، وجمع معلومات وأرسلها إلى العصابة.
وكان البرنامج الخبيث متطوراً جداً إلى حد أنه أتاح للمجرمين مشاهدة فيديوهات مراقبة داخل المكاتب الأمنية أثناء جمع البيانات التي يحتاجونها لتنفيذ سرقاتهم.
وما أن أصبحوا جاهزين لتوجيه ضربتهم حتى تمكنوا من تشكيل طاقم مصرفي على الإنترنت بهدف تحويل ملايين الجنيهات إلى حسابات وهمية.
بل وتمكنوا كذلك من التحكم بأجهزة الصراف الآلي، وصرف أموال عبرها من دون استخدام بطاقات الائتمان أو بطاقات السحب الآلي.
ورغم أن العصابة موجودة في روسيا فإن سرقاتهم شملت مصارف في اليابان والصين والولايات المتحدة، مروراً بمصارف في الدول الأوروبية.
ولم يتم الكشف حتى الآن عن حجم خسارة المصارف البريطانية جراء هذه العملية، لكنها تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات، بحسب ما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وكشف عن هذه العملية الإجرامية شركة "كاسبارسكي لاب"، التي استدعيت للتحقيق بجهاز صراف آلي في أوكرانيا كان يقوم بصرف الأموال من دون استخدام أي بطاقات مصرفية، وفي أوقات عشوائية.
وقال متحدث باسم "كاسبارسكي لاب" إن السرقة تشكل علامة فارقة على بداية مرحلة جديدة في ثورة النشاط الإجرامي الإلكتروني، حيث يسرق المستخدمون الأموال مباشرة من البنوك ويتجنبون المستخدمين العاديين.
ورغم الكشف عن العملية إلا إن البنوك تخشى أنها مازالت ضحية طالما أن البرنامج الخبيث يمكنه أن يعمل بشكل مستقل ومن الصعب تحديد هويته.
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

ضع تعليقك وشاركنا رايك

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *