المسيح الدجال هو أعظم فتنة ستشهدها الكرة الأرضية منذ خلق الله آدم وحتى قيام الساعة ، وهو وإبليس يمثلان بداية ونهاية الشر في تاريخ البشرية ، فالدجال هو قابيل بن ادم كما أوضحت بكتاب عصر المسيح الدجال ، وهو أول العصاة والمتمردين على الله من البشر ، وأول من تحداه ورفض أوامره ورفض أن يدخل تحت حكم وطاعة أخيه الأصغر هابيل الذي اختاره الله خليفة لآدم في الأرض من بعده ، فعصي هذا الأمر وقام بقتل أخيه هابيل بحجة أنه أفضل من هابيل لأنه الابن البكر لأدم وولادته تمت في السماء قبل نزول آدم علي الأرض فهو ابن السماء وهابيل الأصغر هو ابن الأرض كما جاء علي لسانه بسفر التكوين بالتوراة .
ولم يندم قابيل علي جريمة قتل هابيل أو يتوب عنها وإنما ندم فقط كما صور لنا القرءان علي عدم قدرته علي دفن أخيه مثلما فعل الغراب الذي أرسله الله إليه ليريه كيفية تكفين ودفن الميت .
ولم يكتف بهذه الجريمة الشنعاء في حق أخيه والله وأبيه بل وصل به الأمر إلي تحديه لله فطلب منه أن يمهله وينذره ويمد له في الأجل مثلما فعل مع إبليس ليثبت له أنه كان الأقدر والأحق بخلافة آدم في الأرض من أخيه هابيل ، وأنه قادر علي أن يجعل كل ذرية آدم يسجدون له ويعبدونه كإله من دون الله .
وكان شأنه في ذلك شأن إبليس الذي رفض السجود لآدم ، أي رفض الدخول تحت طاعته والامتثال لأوامره وأعترض علي أن يصبح آدم رئيساً عليه ، فدفعه غروره وكبره وحبه للزعامة والتشبث بالسلطة والتسلط علي الآخرين لعدم الامتثال للأمر الإلهي ، لأنه وفقاً لما سولت له نفسه الخبيثة أفضل من آدم في التركيب الجسماني وآدم أقل منه شأناً وقوة فكيف يدخل تحت طاعة هذا المخلوق الجديد وهو يشغل الآن منصب طاووس أو رئيس الملائكة ، فقد نصبه الله رئيساً علي الملائكة بعد خلقه ( لذا جاء ببعض الآيات أن إبليس كان من الملائكة ليس لكونه مخلوق من نور ولكن لأنه كان رئيسهم وأكثرهم عبادة قبل تمرده علي الله ) ، فدخل الملائكة تحت طاعته ولم يتمردوا علي هذا الأمر الإلهي رغم أنهم أشرف منه في التركيب الجسماني والطاعة ، فهم مخلوقون من نور وهو مخلوق من النار والنور أشرف من النار ، وكان من باب أولي وطبقاً لمنطق إبليس نفسه أن يعترضوا علي تنصيبه رئيساً عليهم عند خلقه ولكنهم لم يفعلوا لأنهم عباد مطيعون لله ولا يعصون أمراً له لذا أصبحوا عباداً مكرمون من الله
وتحدي إبليس الخالق سبحانه وتعالي وطلب منه أن يجعله من المنظرين ليوم القيامة ليثبت له أنه قادر علي إغواء وإضلال آدم وذريته لأنه أفضل وأذكي وأقوي منهم جميعاً ومن ثم فإن الله أخطأ ( وفقاً لنفسه المريضة ومنطقه المبتور وعقله العقيم وغروره وطبعه المتكبر المتمرد ) عندما أمره بالدخول وذريته ومعهم الملائكة تحت رياسة آدم وذريته لأنهم ممثلين في آدم قبلوا حمل الأمانة التي رفض كل من في السماوات والأرض والملائكة حملها لأنها سلاح ذو حدين قد تدفع من يحملها للكفر والعصيان لله والأمانة باختصار شديد هي الإرادة أو حرية الاختيار والعبادة وليتنا فعلنا مثل سائر مخلوقات الله ورفضنا حمل هذه الأمانة وقبلنا أن نكون عباد لله طائعين مسيرين ولسنا مخيرين وذوي إرادة ومن الطبيعي أن يسيد الله من يقبل حمل هذه الأمانة ويحسن استخدامها علي سائر مخلوقاته .
وقبل الخالق من إبليس هذا التحدي وجعله من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم وليس ليوم البعث كما طلب إبليس ، واليوم المعلوم هو اليوم الذي ستكون فيه نهاية إبليس والمسيح الدجال (قابيل) وهما شيطاني الأنس والجن ونهاية كل إمبراطوريات الشر التي تتبعهما وتسير وفق مخططاتهما وبروتوكولاتهما الصهيونية ، وهو اليوم المسمي عند أهل الكتاب بيوم هرمجدون .
وبدأ إبليس في إغواء آدم وحواء فعصيا الأمر الإلهي وسارا وراء خداع إبليس لهما وظنا في الله الظنون وأنه نهاهم عن الأكل من الشجرة حتى لا يصبحوا مُخلدين ، فوقعوا في أولي الشراك التي نصبها إبليس لهم ولذريتهما وذرعت هذه الشجرة في آدم وحواء جينات الشهوة الجنسية وباقي الشهوات والملذات الإنسانية فتحركت شهوة آدم لحواء وبدأ يثار من مفاتنها الجسدية عندما وقعت عينه علي أعضائها الجنسية وحدث لحواء نفس الشيئ ، وتلهف كلاً منهما لجماع الآخر في الجنة فقاموا بستر عوراتهما بورق من الجنة لأنهما كانا عرايا فيها وبعد أن دبت فيهما الشهوة الجنسية أحس كلاهما بضرورة ستر أعضائه الجنسية ، فقام الخالق بطردهم جميعاً من الجنة وتوعدهم بأن يكونوا أعداء لبعضهم ( آدم وحواء وذريتهما من الصالحين وإبليس وذريته من الشياطين المتمردين مثله ) .
قال تعالي :وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
( الأعراف 11- 27 )
وبعد نزول آدم وحواء علي الأرض ومع اقتراب رحيل آدم بموته بعد أن أصبح له ذرية كبيرة في الأرض أمره الله أن يخلفه في حكم أبنائه وأحفاده هابيل أبنه لأنه كان أفضل أبناءه وأصلحهم فرفض قابيل هذا الأمر الإلهي وتمرد علي الله وعلي آدم وفعل ما فعل بأخيه هابيل .
قال تعالي :وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) .
( سورة المائدة : 27- 32 )وكان إبليس هو المحرض لقابيل علي تحدي الله ، وقبل الخالق هذا التحدي منه كما سبق وقبل تحدي إبليس له ، فكان إبليس أول العصاة والمتمردين علي الله من الجن وكان قابيل أول العصاة والمتمردين علي الخالق من الإنس .
وكانت الحكمة من قبول الخالق سبحانه وتعالي لهذا التحدي من هاذين العاصيين أن يثبت للجن والإنس أن أكثريتهم مثل إبليس وقابيل فالكل مغتر بعقله متكبر متجبر متسلط لا يريد الخضوع لأحد والكل متشوق للرياسة والسلطة والتسلط علي الآخرين ويريد أن يكون سيداً لهذا الكون ، والجميع بجهله يرفض الطاعة والعبودية لله والخضوع لأوامره ويري في الكثير من الأوامر الإلهية تعنت معه وفيها تقييد لحريته وقدراته المتميزة علي غيره من سائر جنسه بل علي غيره من سائر المخلوقات ، فقبل الخالق هذا التحدي ليثبت للجن والبشر أن جميعنا لا يختلف عن إبليس وقابيل ، وأنهما مهما صنعا فسيفشلان في تحدي الخالق سبحانه وتعالي في النهاية ، ولن يكون في مقدورهما النجاح في مخططاتهما علي مدار التاريخ ، فسيتدخل الخالق بصفة مستمرة كل حقبة زمنية معينة ويفشل لهم هذه المخططات ويجعل أعمالهم تذهب سدى فيعيدوا الكرة من جديد ولن يمكن لهم الحكم والسيطرة علي أهل الأرض إلا في نهاية الزمان ولفترة وجيزة جداً ، ثم يأخذهم عند الوقت المعلوم الذي أنذرهم إليه هم وكل أتباعهم وأشياعهم أخذ عزيز مقتدر.
قال تعالي :وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) ( سبأ 20-21 )
ويمكن مراجعة النصوص الواردة في الإسلام والتوراة والإنجيل والكابالا اليهودية ( وهم أتباع قابيل أو كابيل ) والنصوص الفرعونية التي تؤكد أن قابيل هو المسيح الدجال بالاطلاع علي كتابنا " عصر المسيح الدجال " حتى لا نعيد ما قلناه في هذا الكتاب هنا مرة أخري .
وبالإضافة إلي ما قدمناه من أدلة في هذا الكتاب سنقدم هنا المزيد من البراهين التي تثبت أن الإله ست الفرعوني هو قابيل وهو نفسه المسيح الدجال وهو عُزير وهو إسرائيل والسامري .
فتعالوا لنتعرف علي ملخص موجز جداً عن شخصية المسيح الدجال وفتنه، وبعد ذلك نخوض في حل رموز وشفرات وأسرار سورة الكهف.آيات ذكر المسيح الدجال في القرآن
يظن الكثير من الناس أن الدجال لم يأت ذكره في القرآن الكريم والواقع أن هناك آيات كثيرة أتت علي ذكره بالتلميح عند ذكر إبليس ، وهناك آيات جاء بها ذكره بالتصريح ليس باسم المسيح الدجال ولكن بأحد الأسماء التي ظهر بها للأمم السابقة ، فالمسيح الدجال صفة له وليس اسم ، وسنذكر بعد قليل أهم الأسماء التي ظهر بها في التاريخ الإنساني .
ومن الآيات القرآنية التي جاء بها تصريح وإشارة واضحة إلي أول أسم له قوله تعالي :يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
(الأعراف : 27 )
فكثير من المفسرين فسروا كلمة قبيله الواردة هنا بمعني ذريته أو جماعته ، أي ذرية وجماعة إبليس ، وأري أن الأرجح القول بأن قبيله هنا إشارة إلي اسم قابيل الذي يعد القرين أو المقابل أو الشبيه أو المثيل لإبليس من البشر ، فقبيله أو قرينه من البشر أو حليفه هو قابيل الذي نسبه الله إليه في هذه الآية ليشير إلي إتحادهما وتحالفهما ضد البشر وضد الخالق سبحانه وتعالي حتى أصبحا في تصرفاتهما وصفاتهما وكأنهما شخص واحد .
وللتقريب نضرب مثلاً : لو كان هناك رجل شرير أسمه صابر مثلاً له صديق لا يفارقه وقرين له في شره وصفاته اسمه كامل وذكر صديق لك صابر هذا وأردت أن تحذره منهما معاً فيجوز لغوياً أن تقول له : أحذره (أي صابر) هو وكامله أي هو وصديقه كامل
ولو كان المقصود من قبيله هنا ذرية أو جماعة إبليس كما فهم المفسرون لقال تعالي قبيلته وليس قبيله لأن مصدر كلمة قبيله قبيل وليس قبيلة ، فقبيله من قبيل + هاء النسب للمفرد الغائب ، والقبيل في اللغة هو المشابه أو المماثل أو المقابل .
الآية الثانية التي جاء بها ذكر صريح للمسيح الدجال ودوره هو وإبليس في إضلال البشرية كلها من عصر آدم وإلي قيام الساعة قوله تعالي :وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ .
(فصلت : 29 )
فهذه الآية مصاغة بصيغة المثني ويتضح ذلك من الكلمات الآتية : الَّذَيْنِ - أضلانا – نجعلهما – ليكونا .
وتؤكد الآية أن جميع الكافرون عند دخولهم النار في الآخرة سيعترفون بأن هناك شخصين اثنين هم من كانوا سببا في ضلال البشرية كلها علي مدار تاريخها .. أحدهما من الجن .. والآخر من الإنس ……. وسوف يطلبون من الخالق أن يريهم إياهما ليدوسوهما بأقدامهم ويجعلوهما عبيداً وأذلاء وحقراء (أي من الأسفلين) .
أما الذي من الجن فهو إبليس، فمن هو الذي كان من الأنس و كان سببا في ضلال البشرية ؟ .
إنه المسيح الدجال … إنه قابيل الذي كان من المنظرين مع إبليس و أعطاه الله طول العمر إلي الوقت المعلوم ….
ومن الآيات المتعلقة بالمسيح الدجال في القرآن الآيات الخاصة بالسامري الذي أضل بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر وصنع لهم عجلاً من ذهب ثم حوله إلي عجل حقيقي له خوار ، والآيات المتعلقة بإسرائيل وعُزير الذي قالت اليهود أنه بن الله والإله بعل ، فالسامري وإسرائيل وعُزير وبعل هي أسماء مختلفة لقابيل ظهر بها في التاريخ القديم وسنستعرض هذا الأمر بالتفصيل في حينه .
قابيل هو إسرائيل في القرآن ( المسيح الدجال )
لم يرد في القرآن اسمي ابني آدم اللذين قتل الشرير منهما الطيب والمعروفين في التراث الإسلامي والتوراتي باسمي قابيل وهابيل ، فهذان الاسمان منقولان عن التوراة في الروايات الإسلامية وليس نقلاً عن القرآن ، مع ملاحظة أن اسم قابيل في التوراة ليس قابيل ولكن قايين ، فاسم قابيل هو تصحيف عربي من الرواة والمفسرين الإسلاميين لاسم قايين ، كما يجب أن نلاحظ أن اسم قابيل وقايين وست وأوزيريس وهابيل ……. الخ مجرد أسماء تحمل صفة لهذين الشخصين وليست الأسماء التي سماهما بها آدم ، أي بلغتنا اليوم لم تكن هذه أسماءهما المدونة في بطاقتهما الشخصية أو جواز سفرهما ، ولكنها الأسماء التي أطلقها عليهما شعوب الحضارات الأولي في تاريخ البشرية.
فاسم قايين في العبرية يعني الحداد لأن قابيل اتخذ مهنة الفلاحة والحدادة أو صناعة الدروع الحربية عملاً له كما جاء بقصصهم التوراتية ، فكان يقوم بصنع السيوف والحراب والدروع وأدوات الحرب لأبنائه وأتباعه ، كما ذكر بالتوراة وشروحاتها أن قايين أول من صنع المزمار وأدوات الطرب والغناء .
أما أسم قابيل فهو اسم عبري أطلقه الصالحون من بني إسرائيل والعرب عليه ، وهو اسم مكون من مقطعين هما: قاب+أيل ، وأيل أسم من أسماء الله عند اليهود وقاب بمعني المقابل أو الضد ، وعل ذلك يكون معني الاسم المقابل لإبليس من البشر أو المضاد لله أو المعادي له.
ففي العبرية نجد كلمة קָבַל ( قبل) بمعني المشتكي أو المتظلم من عبأ الأعمال أو التكليف ، ومدعي القبول ، كما تطلق علي الشيء المقابل لشيء آخر ، أي الشيء المزيف أو الغير طبيعي أو الصناعي ، وبهذا يكون معني قابيل في العبرية : المشتكي علي الله أو المتظلم منه أو المعترض علي أمره ، أو المزيف والمخادع والدجال أو النصاب مدعي الإلوهية والبنوة والقرب من الله .
فيما يلي تفاصيل قصة أبني آدم قابيل وهابيل كما جاءت بالإصحاح الرابع من سفر التكوين بالتوراة :
1. وَعَرَفَ ادَمُ حَوَّاءَ امرأته فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ».
2. ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أخاه هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيا لِلْغَنَمِ وَكَانَ قَايِينُ عَامِلا فِي الأرض.
3. وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أيام أن قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أثمار الأرض قُرْبَانا لِلرَّبِّ
4. وَقَدَّمَ هَابِيلُ أيضا مِنْ أبكار غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إلى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ
5. وَلَكِنْ إلى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ.
6. فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟
7. إن أحسنت أفلا رَفْعٌ. وَانْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَالَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وأنت تَسُودُ عَلَيْهَا».
8. وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أخاه. وَحَدَثَ اذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أن قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أخيه وَقَتَلَهُ.
9. فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أين هَابِيلُ أخوك؟» فَقَالَ: «لا اعْلَمُ! أحارس أنا لأخي؟»
10. فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أخيك صَارِخٌ إلي مِنَ الأرض.
11. فالآن مَلْعُونٌ أنت مِنَ الأرض الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أخيك مِنْ يَدِكَ!
12. مَتَى عَمِلْتَ الأرض لا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تائِها وَهَارِبا تَكُونُ فِي الأرض.
13. فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: ذَنْبِي أعظم مِنْ أن يُحْتَمَلَ.
14. انَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأرض وَمِنْ وَجْهِكَ اخْتَفِي وأكون تَائِها وَهَارِبا فِي الأرض فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي .
15. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أضعاف يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلامَةً لِكَيْ لا يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.
16. فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي ارْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.
17. وَعَرَفَ قَايِينُ امرأته فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ.
18. وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لامَكَ.
19. وَاتَّخَذَ لامَكُ لِنَفْسِهِ امرأتين: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ وَاسْمُ الأخرى صِلَّةُ.
20. فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ الَّذِي كَانَ أبا لِسَاكِنِي الْخِيَامِ وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي.
21. وَاسْمُ أخيه يُوبَالُ الَّذِي كَانَ أبا لِكُلِّ ضَارِبٍ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ.
22. وَصِلَّةُ أيضا وَلَدَتْ تُوبَالَ قَايِينَ الضَّارِبَ كُلَّ آلة مِنْ نُحَاسٍ وَحَدِيدٍ. وأخت تُوبَالَ قَايِينَ نَعْمَةُ.
23. وَقَالَ لامَكُ لامرأتيه عَادَةَ وَصِلَّةَ: «اسْمَعَا قَوْلِي يَا امرأتي لامَكَ وأصغيا لِكَلامِي. فَانِّي قَتَلْتُ رَجُلا لِجُرْحِي وَفَتىً لِشَدْخِي.
24. انَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أضعاف وأما لِلامَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ.
25. وَعَرَفَ ادَمُ امْرَاتَهُ أيضا فَوَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ شينا قَائِلَةً: «لانَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلا آخر عِوَضا عَنْ هَابِيلَ». لانَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ.
26. وَلِشِيثَ أيضا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ انُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أن يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.
وطبقاً للنصوص السابقة فقد لعن الله ( قايين) وكتب عليه أن يعيش حياته على الأرض تائها هاربا .
ويعلم قايين أنه سيُخلد على الأرض .. وانه قد يتعرض للقتل من قبل أي أحد من الناس ، فقول قايين الذي يعكس خوفه من أن يقتل على يد أي من البشر يعني تماما انه يعلم أنه سيعيش لوقت طويل جدا ويري كامل نسل أدم لأنه أصبح من المنظرين وانه سيعيش طريدا تائهاً مثله مثل إبليس . لذا فقد طلب الحماية من الله عندما تحداه وقبل الله منه هذا التحدي فمنحه الله قدرة خاصة ( علامة ) لا تمكن أحداً من قتله إلي اليوم المعلوم الذي أنظره وإبليس إليه كما جاء بالتوراة :
4: 14 انك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض و من وجهك اختفي وأكون تائها و هاربا في الأرض فيكون كل من وجدني يقتلني .
4: 15 فقال له الرب لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه و جعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده .
وتشير النصوص السابقة إلي إن نسل قايين هم أباء كل ضارب ( بالعود ) و ( المزمار) و( آلة من نحاس وحديد ) ..
ولم تشر النصوص السابقة إلي قصة الغراب الذي بعثه الله ليري قابيل كيف يكفن أخيه والواردة في القرآن.
وكان نسل قابيل هو أكثر أهل الأرض في ذلك الزمن ، وكان هؤلاء هم من وضع فيهم الله أول تشريع لتحريم القتل كما جاء بالقران عند تعرضه لقصة ابني أدم في قوله تعالي:وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)
( المائدة 27 – 32 ) .
والملاحظ في النص القرآني السابق عدم ذكر أسماء ابني أدم في القصة ، كما يلاحظ في هذه الآيات إشارة قرآنية لأول تشريع بتحريم القتل في تاريخ البشرية ومن الطبيعي أن يكون هذا التشريع شرعه الله لأبناء قابيل وسائر أبناء أدم ونسلهم في هذا الزمن ، وكان من الطبيعي أن يقول الخالق سبحانه وتعالي : من أجل ذلك كتبنا علي بني قابيل أو قايين ……. ولا يقول من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل…….. ، لأن بني إسرائيل كما تقول التوراة هم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام فإسرائيل كما يزعم اليهود هو النبي يعقوب عليه السلام ، فهل ترك الله البشرية بلا تشريع للقتل حتى زمن النبي يعقوب (إسرائيل حسب زعمهم ) أم هناك تحريف متعمد من اليهود لأسم إسرائيل وإلصاقه بالنبي يعقوب عمداً لإخفاء حقيقة صاحب هذا الاسم فأراد القرآن أن يفضح أمرهم بصورة غير مباشرة ؟
الحقيقة هي أن الله أراد فضح أمرهم فأشار إلي اسم قاتل هابيل والذي أخفي اليهود اسمه وحقيقته بالتوراة ومن أجل جريمته الشنعاء وضع الله أول تشريع لتحريم القتل بغير حق علي أبناء هذا القاتل وأتباعه الذين يعتبرون أبنائه من الناحية العقائدية لأنهم يؤمنون به وبأفكاره ، فالبنوة في الدين عند الله ليست بنوة النسب ولكن بنوة تبني فكر الأب الروحي أو صاحب العقيدة ، يستدل علي ذلك من قول نوح عندما طلب من الله أن ينجي معه ابنه الكافر الذي رفض الركوب معه في السفينة ولم يؤمن بدعوة ونبوة نوح تحقيقاً لوعده له بأنه سينجي معه أهله ، فأوضح الله له أن هذا الابن ليس من أهله لأنه لم يعمل صالحاً ، وبالتالي فالقرآن يشير من خلال ذلك إلي أن أهل أي نبي هم من يؤمنون بدعوة النبي وليس أبنائه الذين من نسله فمن يؤمن به من أبناء نسله يدخل في بنوته وأهله ومن لا يعمل منهم عملاً صالحاً ولو دخل في دينه يستبعد من هذه الأهلية ، قال تعالي في قصة نوح :
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) .
( سورة هود 36 – 47 )
فأهل وأبناء إبليس كل من يؤمنون بفكره ويطيعون أوامره وأهل وأبناء قابيل كل من يطيعونه وينصرونه ويؤمنون بعقيدته .
وعلي ذلك فإسرائيل هو اسم قابيل في القرءان والذي حرم الله علي أبنائه( أتباعه وأنصاره بني إسرائيل ) سواء كانوا من نسله أو من نسل غيره أول تحريم لقتل أي نفس بدون قصاص أو بغير حق ومن يفعل ذلك فكأنما قتل الناس جميعاً ومن يحيها فكأنما أحي الناس جميعاً .
وإسرائيل اسم عبري مكون من مقطعين إسر + إيل ، وإيل اسم الله كما نوهنا سابقاً وإسر أسم عبري بمعني يصارع أو يحارب أو يجاهد ، وبهذا يكون إسرائيل بمعني مصارع الله أو المحارب لله أو المتحدي لله ، وهذا نفس معني قابيل في العبرية التي تعني المشتكي علي الله أو المتظلم منه أو المتحدي لله فكلها كلمات تعطي معني واحد أو قريب من بعضه.
وعلي ذلك فالقرآن ذكر قابيل بأهم أسم يشير إليه في العبرية وهو إسرائيل المتحدي لله والمحارب لدينه وهو الاسم الذي أخفاه اليهود وحرفوا التوراة من أجله ونسبوه ليعقوب النبي زورا وبهتاناً في قصة توراتية مزيفة ينضح الكذب من كل ثناياها .
النبي يعقوب ليس إسرائيل في التوراة
في الإصحاح 32 من سفر التكوين بالتوراة جاء سبب تسمية يعقوب بإسرائيل علي النحو التالي :
22. ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَاخَذَ امرأتيه وَجَارِيَتَيْهِ وأولاده الأحد عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ.
23. أخذهم وأجازهم الْوَادِيَ وأجاز مَا كَانَ لَهُ.
24. فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إنسان حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
25. وَلَمَّا رأى انَّهُ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
26. وَقَالَ: «أطلقني لأنه قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لا أطلقك إن لَمْ تُبَارِكْنِي».
27. فسأله: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».
28. فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إسرائيل لأنك جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».
29. وسأله يَعْقُوبُ: «اخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْالُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30. فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لأني نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
31. وأشرقت لَهُ الشَّمْسُ إذ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ -
32. لِذَلِكَ لا يأكل بَنُو إسرائيل عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إلى هَذَا الْيَوْمِ لأنه ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا.
من النصوص التوراتية السابقة نجد في أول القصة يعقوب يصارع إنسانا ويغلبه وفي نهايتها نكتشف أنه كان يصارع الله وأنه أنتصر علي الله في مصارعته هذه ( تعالي الله عما يقولون علواً كبيراً ) فباركه الله وسماه إسرائيل لأنه صارع أو جاهد الله فقدر عليه أي غلبه .
فهل هذا كلام يعقل ؟ وهل ظهر له الله سبحانه وتعالي في صورة رجل وهو الذي تجلي للجبل عندما طلب موسي رؤيته فجعل الجبل دكاً ؟
هل هذا الإله الذي يتكلم عنه بني إسرائيل في هذا السفر هو الله الذي نعرفه ؟ وهل يعقوب المذكور هنا الذي صارع الله أو جاهده فغلبه هو يعقوب النبي أم أن في الأمر شيء آخر؟
بالقطع القصة كلها مختلقة ومزيفة والغرض منها إخفاء اسم إسرائيل الدجال ( قابيل ) من التوراة ولصق هذا الاسم بيعقوب لأن اليهود هم أبناء وأتباع وعشيرة وأهل المسيح الدجال والمؤمنون بفكره وعقائده والمروجون لأباطيله وأباطيل إبليس في الماضي والحاضر والمستقبل ، وسيكونون أول أتباعه عند خروجه ويسرهم الانتساب إليه ولكنهم لا يريدون التصريح بذلك ، ولكي يسموا أنفسهم باسمه ( بني إسرائيل ) ويفتخروا بذلك وينسبوا أنفسهم لنسل يعقوب وإسحاق وإبراهيم ، كان لابد لهم من اختلاق هذه القصة المشبوهة المفضوحة السابقة ودسها في التوراة ليتسموا باسم بني إسرائيل وليس بني يعقوب دون أن يفتضح أمرهم .
لكن القرآن فضح هذه اللعبة الخبيثة وكشف أن جميع شرار وعصاة بني إسرائيل ليسوا سوي أتباع قابيل أو المسيح الدجال وإبليس ، ولم يشر القرآن في أي آية إلي أن يعقوب هو إسرائيل .
وتحدث القرآن عن إسرائيل في آيتين بقوله تعالي :كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران:93) .
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (مريم:58) .
فالآية الأولي تنفي النبوة عن إسرائيل ، إذ لو كان نبياً لما حرم على نفسه شيئاً دون وحي من الله عز وجل ولو كان نبياً وفعل ذلك لنزل الوحي وصحح ذلك كما فعل مع محمد صلي الله عليه وسلم في قوله تعالى :يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التحريم:1)
ولم يذكر الله عز وجل إسرائيل أبداً بصفة النبوة ،بينما يعقوب تم ذكره مع الأنبياء ، ولم يحرم يعقوب على نفسه شيئاً أبداً وفقاً للقرآن الذي قصَّ علينا أهم أحداث حياة يعقوب عليه السلام.
والآية 58 من سورة مريم لم تقل أن إسرائيل (قابيل) كان نبياً ولكن أكدت أن الله أتخذ من الصالحين من ذريته وذرية إبراهيم وذرية من حُمل في السفينة مع نوح أنبياء .
وبني إسرائيل كان منهم الصالحون ومنهم الكفرة والفسقة والمفسدون في الأرض وقتلة الأنبياء كما جاء في قصصهم بالقرآن ، وقد أنعم الله عليهم بنعم كثيرة فكفر أغلبهم بها ، قال تعالي :
1. لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (المائدة:70)
2. يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة:47)
3. وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (المائدة
4. وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرائيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (يونس:93)وقد أشار القرآن إلي أن بني إسرائيل كانوا موجودين قبل الطوفان ومنهم من آمن مع نوح وركب معه في السفينة وهو ما يدل علي أن إسرائيل كان موجوداً قبل الطوفان وأنه قابيل ، قال تعالي :وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) (الإسراء:3)فالآية تشير أن بني إسرائيل هم من ذرية من ركب مع نوح في السفينة ، وهذه الآية واردة في سورة الإسراء التي تسمي أيضاً كما جاء بكل التفاسير سورة بني إسرائيل ، وبنفس السورة القضاء الذي قضاه الله علي بني إسرائيل بعد الإفسادتين اللتين سيفسدانها في الأرض وبعد العلو الكبير الذي سيعلونه في نهاية الزمان بعد أن يجمعهم من شتات الأرض في فلسطين وتكون نهايتهم مع نهاية المسيح الدجال كما جاء بالأحاديث النبوية ، وهو ما نشهده الآن من علو بني إسرائيل ( اليهود الذين يقودون حركة الصهيونية العالمية التي تمهد لخروج الدجال وتمثل حكومة العالم الخفية تحت قيادته )ست هو قايين (قابيل) في التوراة
اسم ست يكتب في المصرية القديمة ست أو شت أو شيث بالإضافة لأسماء أخري سنفصلها في حينه ، وهذا الاسم (شيث) يرد في الإصحاح الخامس بسفر التكوين بالتوراة كاسم لثالث أبناء أدم من الذكور والذي وهبه الله له عوضاً عن هابيل بعد قتل قابيل له طبقاً لما جاء بسفر التكوين ، وهذه كذبة كبري ولعبة من ألاعيب اليهود التي كانوا يحتالون بها لإخفاء اسم وسيرة الدجال وحقيقة شخصيته الشريرة من كتبهم .
فمن يراجع نسل قايين (قابيل) الوارد بالإصحاح الرابع من سفر التكوين بالتوراة ونسل شيث الوارد بالإصحاح الخامس من نفس السفر يكتشف هذه الحقيقة بكل سهولة ، فسوف يجد أن نسلهما واحد وأنهما شخصية واحدة وليس شخصيتين ، ولكن أيادي بني إسرائيل كانت تتعمد بصفة دائمة إخفاء شخصية قابيل (إسرائيل) لأنه أبيهم الروحي وجدهم الأكبر لذا سماهم الله باسمه ( بني إسرائيل) .
فشيث في الإصحاح الخامس هو أول مواليد آدم من الذكور وقابيل (قايين في التوراة) هو بكر أو أول أبناء أدم من الذكور، كما سنجد أن نسلهما واحد مع تلاعب بسيط في بعض الأسماء طبقاً لقواعد التبادلات اللغوية بين الأحرف الأبجدية وسنكتشف أن نسل كلاً منهما ينتهي عند لامك وبعد ذلك يبدأ نسل نوح بن لامك ، وهاهي النصوص التي نعنيها :
1. وَعَرَفَ ادَمُ حَوَّاءَ امْرَاتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ».
2. ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ اخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيا لِلْغَنَمِ وَكَانَ قَايِينُ عَامِلا فِي الارْضِ .
( سفر التكوين 4/1-2)
من النص السابق نجد أن قايين هو الابن البكر لآدم ، وهابيل الابن الثاني ، وبعد قتل قايين لهابيل طرد من رحمة الله وأعطاه الله علامة لا تمكن أحد من قتله مثل إبليس ونفاه إلي الصحراء بأرض سميت في التوراة أرض نود .
16. فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.
17. وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَاتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ.
18. وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لامَكَ.
19. وَاتَّخَذَ لامَكُ لِنَفْسِهِ امْرَاتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ وَاسْمُ الاخْرَى صِلَّةُ.
20. فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ الَّذِي كَانَ ابا لِسَاكِنِي الْخِيَامِ وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي.
21. وَاسْمُ اخِيهِ يُوبَالُ الَّذِي كَانَ ابا لِكُلِّ ضَارِبٍ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ.
22. وَصِلَّةُ ايْضا وَلَدَتْ تُوبَالَ قَايِينَ الضَّارِبَ كُلَّ الَةٍ مِنْ نُحَاسٍ وَحَدِيدٍ. وَاخْتُ تُوبَالَ قَايِينَ نَعْمَةُ.
23. وَقَالَ لامَكُ لِامْرَاتَيْهِ عَادَةَ وَصِلَّةَ: «اسْمَعَا قَوْلِي يَا امْرَاتَيْ لامَكَ وَاصْغِيَا لِكَلامِي. فَانِّي قَتَلْتُ رَجُلا لِجُرْحِي وَفَتىً لِشَدْخِي.
24. انَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ اضْعَافٍ وَامَّا لِلامَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ».
25. وَعَرَفَ ادَمُ امْرَاتَهُ ايْضا فَوَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثا قَائِلَةً: «لانَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلا اخَرَ عِوَضا عَنْ هَابِيلَ». لانَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ.
26. وَلِشِيثَ ايْضا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ انُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ انْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.
(سفر التكوين : 4/ 16- 26)
ومن النصوص السابقة نجد أن نسل قايين كما يلي : حنوك – عيراد – محويائيل – متوشائيل – لامك
ولامك أنجب 3 أبناء هم : يابال ويوبال وتوبال قايين ، ولم يحدد هنا سن لامك عندما أنجب هؤلاء الأبناء الثلاثة ، وانتهي الإصحاح بالتنويه بولادة شيث من حواء وأدم .
وبدأ الإصحاح الخامس بالحديث عن نسل شيث موضحاً به سن شيث وأحفاده عندما أنجبوا الأولاد المذكورين بالإصحاح علي النحو التالي :
.1هَذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ ادَمَ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإنسان. عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ.
2. ذَكَرا وأنثى خَلَقَهُ وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ ادَمَ يَوْمَ خُلِقَ.
3. وَعَاشَ ادَمُ مِئَةً وَثَلاثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ وَلَدا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثا.
4. وَكَانَتْ أيام ادَمَ بَعْدَ مَا وَلَدَ شِيثا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
5. فَكَانَتْ كُلُّ أيام ادَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
6. وَعَاشَ شِيثُ مِئَةً وَخَمْسَ سِنِينَ وَوَلَدَ انُوشَ.
7. وَعَاشَ شِيثُ بَعْدَ مَا وَلَدَ انُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
8. فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ شِيثَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً وَمَاتَ.
9. وَعَاشَ انُوشُ تِسْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ قِينَانَ.
10. وَعَاشَ انُوشُ بَعْدَ مَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
11. فَكَانَتْ كُلُّ أيام انُوشَ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَ سِنِينَ وَمَاتَ.
12. وَعَاشَ قِينَانُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ.
13. وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَارْبَعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
14. فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشَرَ سِنِينَ وَمَاتَ.
15. وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ خَمْسا وَسِتِّينَ سَنَةً وَوَلَدَ يَارِدَ.
16. وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَ مَا وَلَدَ يَارِدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
17. فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
18. وَعَاشَ يَارِدُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً وَوَلَدَ اخْنُوخَ.
19. وَعَاشَ يَارِدُ بَعْدَ مَا وَلَدَ اخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
20. فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ يَارِدَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ.
21. وَعَاشَ اخْنُوخُ خَمْسا وَسِتِّينَ سَنَةً وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ.
22. وَسَارَ اخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاثَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
23. فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ اخْنُوخَ ثَلاثَ مِئَةٍ وَخَمْسا وَسِتِّينَ سَنَةً.
24. وَسَارَ اخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لانَّ اللهَ اخَذَهُ.
25. وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ مِئَةً وَسَبْعا وَثَمَانِينَ سَنَةً وَوَلَدَ لامَكَ.
26. وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَ مَا وَلَدَ لامَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
27. فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ مَتُوشَالَحَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعا وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ.
28. وَعَاشَ لامَكُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَوَلَدَ ابْنا.
29. وَدَعَا اسْمَهُ نُوحا قَائِلا: «هَذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ ايْدِينَا بِسَبَبِ الارْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ».
30. وَعَاشَ لامَكُ بَعْدَ مَا وَلَدَ نُوحا خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.
31. فَكَانَتْ كُلُّ ايَّامِ لامَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَسَبْعا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
32. وَكَانَ نُوحٌ ابْنَ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ. وَوَلَدَ نُوحٌ: سَاما وَحَاما وَيَافَثَ .
(سفر التكوين 5/1-32 )
في هذا الإصحاح نجد أن شيث هو بكر أدم أو أول أولاده الذكور ، كما نجد مواليد شيث هي نفسها مواليد قايين (قابيل) مع اختلاف في الترتيب وتحوير بعض الأسماء وسنجد أن نسل كلاً منهما ينتهي عند لامك.
فنسل شيث هم : أنوش - قينان - مهللئيل – يارد – أخنوخ _ متوشالح – لامك ، ولامك أنجب نوح
فشيث ولد أنوش وهو تحوير لاسم حنوك أو أنوخ فالخاء تتبادل مع الكاف والشين والهاء تتبادل مع العين والحاء والعين تتبادل مع الألف ، فاسم خالد يكتب في الإنجليزية كالد kaled ، وحنوك في التبادلات اللغوية يمكن أن تنطق وتكتب : هنوك-هنوخ-عنوخ-انوخ-انوش، وأنوش ولد قينان وهو نفسه قين او قايين أو توبال قايين الذي ذكر بالإصحاح 4 علي انه أحد أبناء لامك ، وقينان ولد مهللئيل وهو نفسه محويائيل لأن الحاء تتبادل مع الهاء وأيل اسم من أسماء الله عند اليهود ، ومهللئيل ولد يارد وهو نفسه عيراد ، ويارد ولد أخنوخ وهو نفسه حنوك أو حنوخ السابق ذكره لأن الخاء تتبادل مع الكاف ، وأخنوخ هو سيدنا إدريس عليه السلام فهذا هو اسمه عندهم وهذا هو نسبه ، ومعني أخنوخ في العبرية كثير الدارسة الفقيه الحاذق العالم وهو نفس معني إدريس فهي أفعل التفضيل من كلمة درس التي تعني كثرة الدراسة وتحصيل العلم ، وأخنوخ ولد متوشالح وهو نفسه متوشائيل المذكور في نسل قايين ، ومتوشالح ولد لامك الوارد بنفس هذا الاسم في نسل قايين ، ولامك ولد نوح وقد يكون نوح هو رابع أبناءه بعد الثلاثة المذكورين بالإصحاح الرابع هذا لو افترضنا جدلاً صحة ما جاء بهذا الإصحاح في نسل قايين .
ويتضح مما سبق أن قايين هو نفسه شيث ، والدليل علي ذلك بالإضافة لما أوضحنا سابقاً أن اسم قايين عند أهل الكتاب هو اسم سامي بمعني الحداد وتسمي بهذا الاسم حسب شروحات التوراة لأنه اتخذ الحدادة وطرق المعادن مهنة له فكان يصنع السيوف والخناجر وأدوات وآلات الحرب بعد أن كان يعمل بالزراعة قبل قتل هابيل .
وحداد أو صائغ في الإنجليزية smith (سميث) وهو اسم قريب جداً من اسم شيث أو سيث .
وفي العربية نجد القين بمعني الحداد وتطلق أيضاً علي كل صانع .
وإذا رجعنا إلي النص العبري لسفر التكوين فسنجد اسم شيث يكتب فيها شت שת وهذا هو النص العبري للعدد الثالث من الإصحاح الخامس لسفر التكوين والوارد به اسم شيث ( شت ) :
ויחי אדם שלשים ומאת שנה ויולד בדמותו כצלמו ויקרא את־שמו שת
(سفرالتكوين 5/3 )
والنص بالعبري : ويحي ادم شلشيم ومائة سنة ويولد بنموتو كصلمو ويقرأ أت- شمو شت
ومعني النص بالعربية : وعاش أدم مائة وثلاثون سنة وولد ابناً كصورته(علي شبهه)ودعا اسمه شت (ست).
وشت هو نفسه ست الفرعوني لتبادل الشين مع السين ، وست هو أول أبناء جب ونوت ( ادم وحواء عند الفراعنة) وست هو قاتل أوزيريس ( هابيل كما شرحت بكتاب عصر المسيح الدجال ) .
وفي المصرية القديمة نجد جابو اسم من أسماء ست في قاموس پيره(2) ص652 ، وجابو يمكن ان تنطق كابو أو كاب وإذا أضيف إليها اسم أيل تصبح كاب أو قاب+أيل (قابيل أو كابيل).

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفقك الله وأعانك وجزاك الله خيرا !!! قال تعالي بعد أن ضرب مثلا للذي آتاه الله آياته فانسلخ منها واتبعه الشيطان فكان من الغاوين ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) !!!!!!!!!!
ردحذف