يعد عالم النباتات مجالًا مثيرًا للدهشة، حيث تتنوع الأشكال والأنواع بشكل مدهش، وتظهر خصائص غريبة ومدهشة. من بين هذه الظواهر الغريبة، تبرز النباتات التي تأكل الحشرات والتي تدافع عن نفسها بأساليب متطورة. تعتمد بعض النباتات على استهلاك اللحوم كجزء من نظامها الغذائي، ما يعكس تنوعها وتكيفها الرائع. وتبرز دراسات حديثة وجود "دماغ نباتي"، حيث تتخذ القرارات في الجذور وترسل إشارات لباقي النبات للتفاعل مع الظروف المحيطة. تظهر بعض النباتات تفاعلات عند تعرضها للمؤثرات الخارجية، كما يشير البعض إلى وجود مظاهر للحكمة والعقلانية في سلوكياتها. تثير ظاهرة "باكستر" الجدل، حيث تشير الدراسات إلى وجود استجابات فسيولوجية للنباتات تجاه المؤثرات الخارجية. في النهاية، يظهر لنا أن النباتات ليست كائنات غبية، بل لديها آليات متطورة للبقاء على قيد الحياة وتكيف مع البيئة، مما يجعلها محل دراسة واهتمام للعلماء والباحثين. فسبحان الله الخالق العظيم
اليكم التفاصيل:
1-نبات رافليسيا أرنولدي Rafflesia arnoldii
نبات رافليسيا أرنولدي Rafflesia arnoldii
تعتبر هذه الزهرة العجيبة أكبر زهرة في العالم، حيث يصل قطرها لمتر ووزنها لـ11 كيلوجرام! وتنمو في غابات وأدغال جنوب شرق آسيا وخصوصا في أندونيسيا والفيليبين.
والعجيب في هذه الزهرة بجانب حجمها الضخم هو أنه ليس لها جذور ولا أوراق ولا سيقان!! فكيف تعيش إذن؟!
تعيش عالة على الآخرين! حيث تتطفل على النباتات المحيطة بها مثل الفطر.
نبات رافليسيا أرنولدي Rafflesia arnoldii
نبات رافليسيا أرنولدي Rafflesia arnoldii
تعتبر هذه الزهرة من الزهور النادرة لأن براعمها تحتاج عدة شهور حتى تنمو، وحتى بعد أن تنمو لا تعيش الزهرة المتفتحة سوى بضعة أيام، لذا يستغرب العلماء كيف استمرت هذه الزهرة حتى اليوم دون انقراض!
على أي حال إذا ظننت أنها جميلة كفايةً، لا تتسرع وتحاول الحصول على واحدة لمن تحب لأن لهذه الزهرة رائحة كريهة تشبه رائحة اللحم المتعفن!
تنمو هذه النبتة الغريبة تحت الأرض ولا يظهر منها سوى هذه الزهرة المرعبة
هذه الزهرة عبارة عن مصيدة تصطاد بها النبتة فرائسها من الخنافس من خلال إطلاق رائحة كريهة تقوم بجذب الخنافس إليها!من الجيد أنها تجد من ينجذب إليها بتلك الرائحة وهذا الشكل! وتنتشر هذه النبتة في صحاري جنوب أفريقيا.
يسمى شجرة التنين أو الحية، وهو مثل سابقاته يتميز برائحة كريهة (لا أفهم سر ارتباط النباتات الغريبة بالرائحة الكريهة!) وتتغذى هذه النبتة على الحشرات الطائرة!
من النباتات الغريبة جداً ويوجد في صحاري جنوب غرب أفريقيا، وهو بطيء النمو جداً ويعيش قرن من الزمن!
لا أظن أنني إذا مررت بجانبه سأتصور أنه نبتة على الإطلاق! يبدو أقرب إلى الأعشاب البحرية، لكن في وسط الصحراء!
العجيب أن كل ما تشاهدونه من أطراف كثيرة لهذه النبتة هوه في الحقيقة عبارة عن ورقتين وجذر،وتتضخم الورقتان بشكل مخيف حتى يصل طولها لمترين وعرضهما لثمانية أمتار! وتعيش هذه النبتة ما بين 400 و1,500 سنة!
هي أحد الأشجار النادرة جداً في العالم، وتعرف أيضاً باسم شجرة دم الأخوين.
يعود تاريخ هذه الشجرة لأكثر من 50 مليون سنة! وعلى الرغم من ندرتها الشديدة إلا أن لها استخدامات وقيمة طبية كبيرة حيث ذكرها العالم ابن سينا وتستخدم المواد المستخرجة من لحائها في علاج الجروح والتقرحات وتقوية الجهاز الهضمي.
أما عن اسم “دم الأخوين” الذي تحمله فيعود إلى أسطورة يمنية تقول أن الأخوين قابيل وهابيل هما أول من سكن هذه الجزيرة (جزيرة سقطرة)، ولما قتل قابيل هابيل وسقط دمه على الأرض نبتت هذه الشجرة (حسبما تقول الأسطورة).
تبدو النباتات جميلة جذابة، تذهب الحزن، تتمتع بها العيون، ويستفيد منها الإنسان ،تبدو أيضا ثابتة في الأرض بجذورها، وبالطبع فإنها لا تتحرك من مكانها. لكن في الوقت نفسه نفاجأ بأن هذه النباتات تملك دفاعات قوية ضد الأعداء بل إنها تفترسهم وتتصيد ضحاياها من الحشرات بل وصغار الحيوانات، وبلغ الأمر أن أصبح علماء النبات يطلقون عبارات تحذر من النبات المفترس.
كيف تدافع عن نفسها
* عند تعرض النبات للإصابة تقوم الخلايا بإرسال إشارات كهربائية بعيدة عن منطقة الهجوم لتحث الخلايا الأخرى على القيام بردود الأفعال على طول الخط الدفاعي.
* بعض النباتات عندما تهاجمها الحشرات تقوم بإفراز إبر على الأوراق لتقلل من شهية الحشرات المهاجمة.
* تنتج أشجار الزان مركبات مثبطة ضد الحشرات العسلية التي تتغذى عليها.
* تدافع أشجار الصنوبر ضد الحشرات الحافرة للممرات داخل لحائها بإفراز الراتنج الصمغي المقاوم لانتشار الحشرات داخل الأنفاق.
* تنتج بعض النباتات الفينول وقلويدات لمقاومة الغزاة.
* عندما يتدفق لعاب ديدان الفراشات أكلة العشب تفرز بعض النباتات روائح خاصة تجذب الزنابير المتطفلة على يرقات هذه الديدان المهاجمة فتمنعها من مهاجمتها.
يبدو السطح السفلي لكل قدر في هذه النباتات على صفحة الماء، ناعما لامعا مغطى بطبقة شمعية ذات بريق أخاذ، كما توجد حول فوهة كل قدر حلقة من الشمع تعمل كمنصة معدة لاقتناص أية حشرة تتجول عليها، حيث تنحدر الحشرة على السطح الناعم الأملس وتسقط في ماء القدر، فإذا ما وقعت فإنها لا تستطيع أن تتشبث بجدرانه، وبالتالي لا يمكنها الخروج من هذا القبر الذي قبرت فيه. بعد سقوط الحشرة، تهضم وتتحلل وذلك بمساعدة بكتيريا التحلل الموجودة هناك.
ومما يجعل النباتات ذوات الأباريق نباتات آكلة اللحوم حقا، امتلاكها لجدران خضراء (وهي الأوراق) لكنها قادرة على امتصاص نواتج هضم الأجساد الحيوانية.
2-نبات حامول الماء (الإخطبوط النباتي) Utricularia pygmaea
حامول الماء (Bladderworts) نبات مائي واسع الانتشار في المناطق المدارية، ولكنه قد يوجد كذلك في المناطق المعتدلة، عرف الباحثون من جنسه نحو مائتي نوع، يطلق عليها أحيانا اسم القريبات (أي ذوات القرب-جمع قربة-الضئيلة) أو عشبة النفاطات.
تعيش هذه النباتات عائمة في الماء ومغمور منها جزء بحيث يلتبس على المرء تمييز أغصانها من جذورها، حيث تنمو بدون جذور طافية على سطح المياه. يتكون النبات من سيقان متفرعة خضراء تخرج منها أوراق ريشية وأكياس هوائية دقيقة والتي اشتق منها اسم النبات. وهذه الأكياس الهوائية التي تعيش تحت الماء مفرغة من الداخل ولها زائدة في أحد نهاياتها ومحاطة بشعيرات حساسة حيث تعمل كبابا للمصيدة، وتستطيع أن تفتح داخليا فقط.
وعندما تلمس هذه الشعيرات وغالبا الحيوانات الصغيرة السابحة في الماء مثل قمل الماء فإن باب المصيدة يفتح ويشفط الحشرة إلى داخل الكيس الهوائي. هذه الظاهرة الغريبة تحدث لأن داخل الكيس يكون مبطن بغدد تضخ الماء إلى الخارج وتجعل الكيس فارغا وعندما يفتح باب المصيدة فإن الماء يتدفق إلى الداخل. والحشرات المصطادة تموت حالا بمجرد دخولها داخل المصيدة حيث تكسر بروتيناتها وتهضم، ثم تمتص بواسطة النبات.
نبات حامول الماء (الإخطبوط النباتي) Utricularia pygmaea
نبات حامول الماء (الإخطبوط النباتي) Utricularia pygmaea
يتركب نصل الورقة في نبات آكل الهوام (الديونيا) من مصراعين يتحركان على طول العرق الوسطى وينطبق بعضهما على البعض وتنشا هذه الحركة عندما تلمس الحشرة (كذبابة مثلا أو نملة) شعيرات خاصة حساسة موجودة على السطح السفلي للنصل، فيتم التنبه، تليه حركة الانطباق بسرعة فائقة لا تزيد عن الثانية. ومن الوسائل التي تساعد في قنص الحشرة وإحكام القبض عليها أشواكا على هيئة أسنان حادة طويلة تتعشق في بعضها عندما ينطبق مصراعي النصل، وبذا تمنع الفريسة من الهرب.
وعلى اثر هذا تقوم خلايا معينة في الورقة بإفراز الخمائر الهاضمة (أو الإنزيمات المحللة) التي تهضم جسد الفريسة، ثم تقوم خلايا متخصصة أخرى بامتصاص هذه النواتج الهضمية. وبعد تمام الامتصاص يعود المصراعان إلى وضعهما الأول (المفتوح) فتظهر على سطحيهما أشلاء ونفايات الجثة الحشرية حيث تزيلها الريح حينما تهب على النبات. والمدهش في الأمر، أن هذه المصاريع تفتح مباشرة بعد انغلاقها إذا كانت الفريسة غير قابلة للهضم، أو إذا لم يستسغ النبات طعمها !
أفادت صحيفة صن البريطانية الشعبية الاثنين بأن النبتة المثيرة للجدل تغوي الفئران لتقف على فمها الزلق ثم تقوم بتحليلها بإنزيمات حمضية.
وأفادت صحيفة صن البريطانية الشعبية الاثنين بأن النبتة المثيرة للجدل تغوي الفئران لتقف على فمها الزلق ثم تقوم بتحليلها بإنزيمات حمضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن النبات العجيب الذي أطلق عليه سير ديفيد أتنبورو الناشط والاعلامي البيئي الكبير (83 عاما) اسم بوفينز يعيد إلى الاذهان أحداث الفيلم الخيالي ليتل شوب أوف هورورز الذي أنتج عام 1986 والذي تدور أحداثه حول نباتات تتغذى على دماء البشر.
وتوصل العلماء إلى النبات الغريب الذي لا يكتفي بالتغذي على الحشرات ولكن على الفئران أيضا بعدما أبلغ عدد من الاشخاص في بادئ الامر عن رؤيتهم نوعا من النبات في قمة فيكتوريا بالفلبين يقوم بابتلاع فئران كاملة
هذه دراسة جديدة لباحث ألماني وجد فيها أن النباتات لها "دماغ" قادر على التفكير واتخاذ القرار، وهناك جملة عصبية وإشارات كهربائية يصدرها "الدماغ" وتنتقل لأجزاء النبات... ونقول سبحان الله
..آيات كثيرة جاءت في القرآن تتحدث عن ظواهر غريبة مثل كلام النمل، وسجود الشجر، وغير ذلك مما أثبته العلم حديثاً. فطالما اتخذ الملحدون هذه الآيات وسيلة للتشكيك في صدق هذا القرآن ومصدره الإلهي، وطالماً ردَّدوا حججاً لا أصل لها تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من ألَّف القرآن، بل أخذه من كتاب الأقدمين، ومزجه بخرافات عصره، وطالما قرأنا مقالات عن "مصادر القرآن" التي يدعون فيها أن القرآن هو نتاج أساطير وقصص موجودة في التوراة والإنجيل...
ولكن الله تعالى لن يترك كتابه عرضة للتشكيك من دون أن يهيء الوسائل المناسبة لاكتشاف معجزات جديدة تبرهن على صدق هذا الكتاب، وصدق رسالة الإسلام. وبالفعل فإننا في كل يوم نكتشف حقيقة علمية جديدة تتفق مئة بالمئة مع ما جاء في القرآن قبل أربعة عشر قرناً. واليوم نعيش مع حقيقة علمية تؤكد أن النباتات لها مشاعر وأحاسيس ولها دماغ تستطيع التفكير فيه، ونضيف بأن النباتات لديها القدرة على تسبيح خالقها والسجود له!!
العلماء وجدوا في تركيبة جذر نبات الذرة ما يمكن وصفه بـ "الدماغ" بعد أن سادت طويلاً فكرة أن النبات كائن "غبي"، بدأ العلماء مؤخراً في اكتشاف نوع من مراكز التحكم داخل الجذور، يعمل بطريقة مشابهة للجهاز العصبي الحيواني وينقل البيانات عبر إشارات كهربائية تتحرك بين الجذور والسيقان والأوراق.حتى وقت قريب، كان العلماء يستبعدون تماماً احتمالية امتلاك النباتات لجهاز عصبي أو نوع من "الدماغ"، لكن يبدو أن نتائج الأبحاث الجديدة قد تغير تلك الفكرة التي سادت طويلاً.
فمنذ العصر الإغريقي، سادت الفكرة القائلة إن "النباتات غبية، فهي كائنات أولية، وتعد مرحلة بين الجماد والحيوان".ومازالت تلك الفكرة تؤثر على رأي الكثيرين في عصرنا الحالي، وتؤثر حتى على بعض العلماء، وإن كانت تغيرت جزئياً منذ مئتي عام، عندما اكتشف علماء الأحياء أن للنباتات حياة جنسية. وفوجئ العلماء مجدداً عندما اكتشفوا منذ عشرات السنوات أن للنباتات أيضاً جهاز مناعة، يحميها ويمكّنها من مقاومة الأمراض، ليتأكدوا بذلك أن النباتات في الواقع كائنات حية تمتلك الكثير من القدرات. وبالرغم من ذلك، فمازالت تعبيرات مثل "الجهاز العصبي للنباتات" تثير جدلاً واسعاً في أوساط العلماء والباحثين حتى يومنا هذا.
لكن مجموعة من الباحثين من جامعتي بون وفلورنسا، تمكنوا من اكتشاف ما يمكن وصفه بالدماغ النباتي في تركيبة جذر نبات الذرة، حيث يؤكد الباحث فرانتيسك بالوسكا من جامعة بون أنهم تمكنوا من اكتشاف أنشطة كهربائية في جذور النبات، كما وجدوا أن التركيبة البيولوجية للخلايا شبيهة بتركيبة الدماغ الحيواني.
لكنه أشار إلى أن تلك الأبحاث مازالت في بدايتها، ما يجعله من المبكر الحديث عن "دماغ نباتي"، وأضاف أنهم يطلقون الآن على ما اكتشفوه لدى النباتات اسم: "مركز التحكم".
لقد حدد هذا الباحث المنطقة المسئولة في جذر النبات عن معالجة المعلومات ونقلها. وهي شبيهة بالمشابك الكيميائية، أي نقاط الاتصال المتخصصة بنقل الإشارات العصبية. والخيوط الرفيعة التي تكوّن الهيكل الخلوي للنبات، تسمح بنقل الحويصلات الصغيرة بسرعة فائقة، الأمر الذي يشابه تماماً طريقة نقل الإشارات العصبية لدى الحيوان.
إن أي نبات لا يمكنه العيش من دون جذور، فالجذور بالنسبة للنبات مثل الرأس بالنسبة للإنسان.
القرارات تتخذ في الجذور وتنقل إلى الأوراق
مركز التحكم في "الجذور" يعطي الأوامر للنبات ليعرف في أي اتجاه عليه أن ينمو، ويضيف بالوسكا إن معالجة البيانات التي يتم نقلها داخل جذور النبات تؤثر بشكل مباشر على سلوك أطراف الجذور، فالجذور تسجل مثلاً وجود مادة سامة في المحيط القريب، وهو ما يعني أن على النبات أن يتفاداها.
ويتم تخزين تلك المعلومات في أطراف الجذور، ويتم نقلها بسرعة لمناطق النمو، ليعرف النبات بذلك في أي اتجاه عليه أن ينمو.وهذه الطريقة التي تنقل بها النباتات المعلومات والتي تبني على أساسها ردود أفعالها تتشابه تماماً مع طريقة عمل الدماغ في عالم الحيوان، حسبما يؤكد عالم النباتات ديتر فولكمان من جامعة بون، مشيراً إلى أن بحث بالوسكا وزميله مانكوسو يساعد على اكتشاف العلاقة بين التركيب الخلوي للنبات- الذي يشبه تركيبة الجهاز العصبي الحيواني – والإشارات الكهربائية.
وهو ما يمكن اعتباره جهاز عصبي نباتي، يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الجهاز العصبي لدى الحيوان، لكنه مختلف البناء.
القرارات تتخذ في الجذور وتنقل إلى الأوراق
يدرك العلماء تماماً أن النباتات تعتمد على الإشارات الكهربائية للتفاعل مع العالم الخارجي. وهو ما يسمح للنباتات باتخاذ ردود فعل تجاه "الأعداء"، مثل الحشرات الضارة المختلفة. النباتات لا يمكنها الهروب، فهي لا تمتلك عضلات ولا أرجل. لكنها وُجّهت بشكل يجعلها تفعل شيئاً ما ضد المعتدين عليها.
وهي تعتمد في ذلك على قدرتها على أن تنتج مواد لا يستسيغها الكائن المعتدي، أو سموم تقضي عليه". وقد تمكن فيله من قياس هذه الإشارات الكهربائية التي ترسلها النباتات، من ورقة إلى ورقة، وتوصل إلى أن رد الفعل "السريع" لدى النباتات لا يقارن بردود الفعل الحيوانية. ففي ثانية واحدة، لا يمكن للنبات نقل المعلومات بأكثر من سنتيمتر واحد، أي أنها أبطأ بنحو عشرة آلاف مرة من رد الفعل الحيواني.
وبالتالي فما توصل له العلماء حتى الآن يعني أن النبات ليس كائناً غبياً، لكنه ببساطة يحيا في مقياس زمني مختلف تماماً.
مقطع في خلايا عصبية لدماغ الإنسان، وبجانبه صورة لجذور شجرة، انظروا التشابه الكبير بينهما من حيث التفرعات وتشابك الفروع، وكلاهما يصدر إشارات كهربائية، فالدماغ يصدر إشارات كهربائية لأعضاء الجسد فيعطي أوامره، وكذلك الجذر يصدر إشارات كهربائية على شكل أوامر تنتقل بين أجزاء الشجرة، إن هذا التشابه يشهد على أن الصانع واحد: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
ونقول سبحان الله!! إذا كانت شجرة نظنها لا تعقل، لديها كل هذه الوسائل للتفكير ومعرفة الخطر و"ابتكار" وسائل للدفاع عن نفسها واتخاذ القرار المناسب لحماية أغصانها وأوراقها، ما الذي يمنع أن يكون لدى هذه الشجرة طريقة خاصة بها لتسبيح خالقها والسجود له؟
فما دامت الشجرة تصدر إشارات كهربائية تنتقل بين أوراقها وأغصانها، وما دامت كل خلية من خلايا هذه الشجرة تصدر ترددات صوتية غير مسموعة، فقد تكون هذه الإشارات والترددات لو استطعنا ترجمتها، نوع من أنواع التسبيح للخالق تبارك وتعالى؟! يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج: 18].
هذه الآية تشير إلى سجود للشجر والشمس والنجوم والقمر...ولو تطور العلم فسوف يكتشفون أن الشمس لها "دماغ" أيضاً، وقد يستغرب القارئ الكريم من هذا الطرح، ونقول: إن العلماء لم يكتشفوا إلا القليل جداً من حقائق وأسرار الكون، والعمليات المنظمة التي تتم في الشمس لا يمكن أن تكون عبثاً أو أنها عمليات عشوائية. لابد من وجود شيء في داخل الشمس ينظم هذه العمليات المعقدة.
كذلك هذه الجبال التي نراها وقد تشكلت بنتيجة تصادم الألواح الأرضية وبرزت وانتصبت، كيف جاءت هذه العمليات بشكل منظم ومناسب لتشكل الأنهار بينها، وكيف جاء شكل هذه الجبال مناسباً لتشكل الغيوم ودفع الرياح ... هل جاءت كل هذه العمليات المنظمة والمعقدة عبثاً أو بالمصادفة؟ تأملوا معي يا أحبتي هذه المناظر البديعة التي أتقنها الله تعالى فقال: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
لابد أن يكون لدى هذه الجبال "دماغ" من نوع خاص تستطيع بواسطته تحديد اتجاه حركتها وخضوعها لأمر ربها، ولو كانت العمليات الجيولوجية تتم عشوائياً ونتيجة التطور بالمصادفة كما يدعون، إذاً لجاءت أشكال الجبال والأشجار والنباتات عشوائية أيضاً، ولكننا عندما ننظر إلى الجبل وبقربه نجد بحيرة رائعة ونباتات بألوان زاهية... فإننا نرى الدقة والروعة والألوان الزاهية، والمسافات المتناسبة، بشكل يعجز عنه أكبر فنان على وجه الأرض، ألا يدل ذلك على وجود عقل مفكر لهذه الكائنات؟!
إذاً كل هذا لا يمكن أبداً أن يكون عشوائياً، لابد من وجود برامج خاصة أودعها الله في طبقات الأرض وفي الجبال والصخور والتراب وفي الماء وفي النبات... مهمَّة هذه البرامج أن تنظم عمل هذه المخلوقات لتخضع لخالقها وتسجد له، ولا تتمرد أبداً عليه؟وهنا ربما ندرك لماذا قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب: 72].
فالسماء والأرض والجبال كلها مخلوقات مثل الإنسان لديها عقل تفكر فيه، ولكن هذه المخلوقات كانت أعقل من كثير من الملحدين!وربما نستطيع أن نفهم قوله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
فهذه المخلوقات التي نظنها غير عاقلة، لديها عقل وتفكير ولديها القدرة على اتخاذ القرار، ولكن ليس لديها القدرة على التمرد والمعصية، على عكس كثير من البشر، يجحدون نعمة الله ويكفرون به، وعلى الرغم من ذلك يرزقهم ويعطيهم، ولو رجعوا إليه لوجدوه غفوراً رحيماً.. فهل هناك أعظم وأوسع من رحمة الله تعالى؟!
القرارات تتخذ في الجذور وتنقل إلى الأوراق
الباحث Anthony Trewavas العالم في جامعة Edinburgh وعضو الأكاديمية الملكية البريطانية، يؤكد أن النباتات أكثر من مجرد غطاء جميل يغلف أرضنا، إنها تتواصل مع بعضها، وتتذكر وتخطط وتتخذ القرارات: إنها كائنات ذكية! ولكن الذي يميز النبات أن له أكثر من دماغ، أي ليس له دماغ واحد مثل الإنسان، إنما أدمغة متعددة متموضعة في الجذور.
يقول تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].وندعو كل ملحد لأن يتأمل هذه الآية العظيمة وهذه الدعوة من الخالق تبارك وتعالى وهو أغنى الأغنياء عن عباده الضعفاء، ندعوه لأن يرجع إلى خالقه ورازقه ... إنه الله تعالى يخاطب كل بعيد عن ذكره فيقول: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[المائدة: 74].
النبات يبكي ويدافع عن نفسه
في دراسة علمية نشرت في مجلة Scientific Journal Proceedings of the Royal Society B في عدد آب / أغسطس 2014 تبين أن نبات الخردل يقوم بالدفاع عن نفسه ضد اليرقات بطريقة رائعة وغريبة.هذا النبات يكره اليرقات التي تعيش وتتغذى على أوراقه فما هو العمل؟
لقد وجد الباحثون أن نبات الخردل يتخلص من هذه اليرقات بأسلوب ذكي ومن قبل أن تسبب له أضراراً، وذلك من خلال إطلاقه لرائحة خاصة تجذب حشرات الزنابير التي تقوم بافتراس بيوض اليرقات وتضع بيوضها على هذا النبات، وهذه البيوض سوف تفقس وتتحول لزنابير تأكل ما تبقى من بيوض ويرقات.. وبالتالي يتخلص النبات من هذه اليرقات بطريقة آمنة ودون أضرار!!
النبات يبكي ويدافع عن نفسه
إنه مشهد أثار دهشة الباحثين واستغرابهم! فهذه الطريقة في الدفاع عن النفس لدى النبات تدل على أن الكون منظم ولا يسير عشوائياً أو بالمصادفة كما تدعي نظرية التطور، ولذلك في كل يوم يكتشف العلماء أسراراً جديدة تؤكد وجود قوة تتحكم بهذا الكون، ولكنهم لا زالوا يسيرون وراء وهم الإلحاد على الرغم من أن كل ذرة في هذا الكون تشهد على خالقها سبحانه وتعالى.
النبات يبكي ويدافع عن نفسه
هناك نباتات تطلق روائح لجذب حشرات محددة تقوم بتلقيحها! فمعظم أنواع النبات تصدر روائح مغرية لبعض أنواع الحشرات التي تأتي وتظن أن هناك غذاءً ولكنها لا تجد شيئاً، إلا أن غبار الطلع يعلق بجسم هذه الحشرة وخلال انتقالها بين الزهور تنشر هذ الغبار (أو ما يسمى بحبوب التلقيح) فتسهم هذه الحشرات في تلقيح النباتات .
النبات يبكي ويدافع عن نفسه
الدراسة قامت بها جامعة Wageningen University and Research Centre وتبين أن هناك بعض أنواع النبات تتعرض لهجوم بعض الحشرات.. فتستغيث و"تتوسل" وتبكي من خلال إطلاق مواد كيميائية تفهمها النباتات المجاورة فتهرع هذه النباتات لمساعدة النبات المتضرر من خلال إطلاق روائح تجذب حشرات مفترسة لتقضي على هذه اليرقات وبيوضها. كما نرى في الصورة هذه حشرة الزنبور تأكل البيوض قبل أن تتحول إلى يرقات.. سبحان الله!
النبات يبكي ويدافع عن نفسه
نرى في الصورة يرقات وبيوض الفراشة التي تتغذى على أوراق الملفوف.. الدراسة تمت على أحد أنواع نبات الملفوف (الكرنب) الذي يتعرض باستمرار لهجوم من قبل فراشات الملفوف large cabbage white butterfly التي تتغذى على أوراقه وتضع بيوضها عليه لتتحول إلى يرقات مفترسة فيما بعد.
فيقوم الملفوف بإطلاق مادة كيميائية يستجيب لها نبات الخردل الأسود black mustard فيقوم بدوره بإطلاق مواد كيميائية تجذب حشرات الزنابير التي تقوم بافتراس بيوض الفراشات ويرقاتها... وبالتالي يتخلص النبات من هذا العدو بطريقة رائعة في الدفاع عن النفس.
النبات يبكي ويدافع عن نفسه
دراسة أخرى بينت أن النباتات آكلة الحشرات Carnivorous plants تقوم بسلوك غريب يدل على أنها تعرف ماذا تفعل!! النبات آكل الحشرات يصدر روائح لجذب الحشرات ليقوم بافتراسها والتغذي عليها، ولكنها بحاجة لحشرات النحل الصديقة له لتعمل على تلقيحه فما هو العمل؟
يقوم هذا النبات بإصدار روائح تجذب النحل وبعض الحشرات الأخرى التي يحبها هذا النبات آكل الحشرات فيتركها تقوم بتلقيحه من خلال التنقل بين أعضائها ونقل حبوب اللقاح من جزء لآخر.. دون أن يمسها بأدنى أذى، وهذه التقنية المتطرة تضمن الحفاظ على نسل النبات وتكاثره وعدم انقراضه...
سبحان الله!وعند هذا المشهد لا يملك الإنسان إلا أن يقول: سبحان الله! فكيف تمكّن النبات من معرفة أن هذه البيوض ستسبب له أضراراً في المستقبل؟ وكيف تمكن من إطلاق الرائحة التي تجذب تلك الزنابير التي تساعد النبات على القضاء على الحشرات الضارة دون أن تتعرض لأذى الزنابير؟
ولماذا لا تجذب هذه الرائحة حشرات أخرى مضرة بالنبات... ومن الذي علم النبات أن يطلق رائحة تجذب أنواعاً من الحشرات مثل النحل لتقوم بتلقيح هذه النباتات؟؟ كيف علمت أنه لولا هذه التقنية لانقرض عالم النبات... من الذي علمه ذلك، أليس هو الله القائل:
جميعنا نعلم حقيقة أن النباتات تعدّ كائنات حيّة ، فهي تتغذّى ، تطرح الفضلات ، و تتكاثر . لكن في الوقت الذي أنت تمشي فيه على العشب ، و تضرب الشجيرات بالعصا ، أو تكسر أغصان الأشجار أو تقطف وردة أو غيرها من أعمال ، هل خطر لك يوماً أن النباتات قد تكون كائنات ذكية ! ، لها شعور و قدرات إدراكية متطوّرة ؟!.
لم يخطر أبداً في بال أي عالم مختصّ بالنباتات ، أن يقوم يوماً بفحص مدى الوعي الذي تتميّز به النباتات . بسبب نظرتهم المختلفة للحياة ، فلم يحاولوا حتى التفكير بإمكانية تمتع النباتات بالشعور و الإدراك الذي هو بنفس مستوى الإنسان ، إن لم نقل أكثر .هناك عبارة يردّدها العلماء دوماً ” النباتات ليس لها أدمغة ، فكيف يكون لها عقل ؟!”.
في الحقيقةًً لا نعرف كيف يكون لها عقل أو أين يوجد ، لكن أثبتت التجربة وجود ذلك العقل ، مليون بالمئة !.
ـ بقيت عقيدة أرسطو عن النباتات ( بأن لها أرواح لكن ليس لها شعور أو أحاسيس ) سارية المفعول حتى القرن الثامن عشر . إلى أن صرح ” كارل فون لين ” ، المؤسس الأوّل لعلم النبات ، بان النباتات لا تختلف عن الحيوان و الإنسان سوى في عدم قدرتها على الحركة .
ـ أوّل من تطرّق لفكرة أن النباتات عاقلة ، من بين المجتمع العلمي ، هو البروفيسور الألماني “غوستاف ثيودور فتشنر”، و كان ذلك في العام 1848م ، حيث نعته حينها الكثيرون “بالأحمق” لأنه تجرّأ و اقترح بأنه يجب على الناس أن يتحدثونا مع نباتاتهم من أجل مساعدتها على النمو .في كتابه الذي بعنوان “نانا” Nana ، شرح فتشنر حقيقة أن النباتات قريبة التشابه فكرياً بالبشر ، و أن لها أنظمة عصبية مركزية ، و لها شعور مرهف . لذلك فعلى الناس أن يتواصلوا مع نباتاتهم عن طريق التحدّث إليها باستمرار .
ـ بعد مرور أربعة و ثلاثين عاماً على كتاب “فتشنر” ، نشر ” شارلز داروين” كتابه الذي بعنوان ” قدرة الحركة عند النباتات” ، و ذكر فيه أن النباتات لها صفات متقاربة مع الحيوانات . و أثبت أن النباتات المتسلقة لديها قدرة على الحركة بحرية ! و أضاف بالقول أن النباتات تظهر هذه القدرة فقط عندما تجد هذا ضرورياً ، و يكون ذلك في مصلحتها !.
ـ بعد ذلك بسنوات ، نشر “لوثر بوربانك” ، باحث في العلوم الإنسانية ، كتاب بعنوان ” تدجين النباتات الإنسانية”، و قال فيه أن النباتات قد لا تفهم الكلمات التي نقولها لكنها تستوعب ، بشكل تخاطري ، ما نقوله .ـ في بدايات القرن العشرين ، جاء البايولوجي النمساوي ” راوول فرانس ” و تقدم بفكرة مناقضة تماماً للعقلية السائدة بين علماء الطبيعة . قال أن النباتات تستطيع تحريك أجسامها بحرية و سهولة و رشاقة و مهارة تضاهي أحياناً الحيوانات ! و السبب الذي يجعلنا لا ننتبه لهذه الحركات هو بطئها الشديد .
فالإنسان مقتنع بأن النباتات لا تتحرّك لأنه لا يسخّر الوقت الكافي لمراقبتها !.
أما النباتات المتسلقة ، مثل شجرة العنب ، فتبدأ بالزحف بحثاً عن دعامة ، فتتوجّه نحو أقرب عامود ! و عند الوصول إليه تبدأ بالالتفاف حوله متسلقه للأعلى !. و إذا قمت بنقل العامود إلى مكان آخر قريب ، سوف تلاحظ بعد عدة ساعات ، أن هذه النبتة قد غيّرت اتجاهها نحو الموقع الجديد للعامود ! و تبدأ بالزحف نحوه !.
هل تستطيع رؤيته ؟. هل قامت بإدراكه عن طريق حواس لازلنا نجهلها ؟!
ـ منذ مئة عام تقريباً ، قام العالم الهندي الكبير “جاغاديس شوندرا بوس” باختبارات مثيرة على النباتات . و أثبت خلال تجاربه حقيقة أن النباتات هي “كائنات عاقلة”. فهي تدرك كل ما يجري من حولها ، و تتأثّر بذلك حسب الحالة .
و ذهب شوندرا في دراسته أبعد من ذلك ، حيث دلّت دراسته على العلاقة المنسجمة بين الكائن الحي و الجماد ، و أن الوعي موجود في كل شيء حتى الجماد .
لم تنل فكرة “النباتات العاقلة” الكثير من الإهتمام اللازم ، حيث اعتبرت مجرّد افتراضات أو حتى خرافات . كانت مكانتها عند الناس ، المتحضّرين ، بمثابة إحدى القصص المثيرة التي يتسلّون بها في مجالسهم .
ظلّ الأمر على هذه الحال حتى جاء الإثبات الدامغ . و هذه المرّة لم تكن على يد عالم نباتي و لا حيواني أو بيولوجي ، حتى أنه لم يفقه عن العلوم الطبيعية شيئاً . و قد أكّدت تجربته ما يدلّ على أن النباتات لها عواطف و أفكار و حتى القدرة على قراءة الأفكار ! .
اسمه ” كليف باكستر” Cleve Backster ، شرطي متقاعد من مدينة ” نيويورك” ، كان يدير مركز للتدريب على استخدام جهاز “البوليغراف” Polygraph (جهاز كاشف الكذب ) . و نشرت أبحاثه لأول مرّة في مجلّة “إنترناشونال جورنال أوف باراسايكولوجي ” في العام 1968م .
و قد استخدم جهاز البوليغراف للتواصل مع النباتات ، و اكتشف ردود أفعالها المختلفة التي دلّت على أنها ردود أفعال لا تصدر إلا من مصدر عاقل .
ظاهرة “باكستر” Backster Phenomena
قبل أن نسرد تفاصيل هذا الاكتشاف المثير الذي توصّل إليه باكستر ، يجب علينا أولاً أن نتعرّف على جهاز البوليغراف الذي كان وسيلة التواصل مع النبتة .
ـ البوليغراف هو جهاز يقوم بتسجيل التغيرات الفيزيائية في الجسم ( مثل ضغط الدم ، نبضات القلب ، سرعة التنفّس ، التعرّق.. إلى آخره ) .
و هذه التغيّرات الفيزيائية تكون ناتجة عن تغيرات نفسية في الشخص .
ـ استُخدِم هذا الجهاز في مراكز الشرطة ، و المراكز الأمنية المختلفة ، و حتى في المؤسّسات الخاصة أحياناً .
ظاهرة “باكستر” Backster Phenomena
ـ تعتمد طريقة عمل البوليغراف على حقيقة تقول : عندما يكذب الإنسان ، يسبّب ذلك ردود فعل عصبية غير إرادية ناتجة من الاضطراب النفسي الذي
يصيب الشخص ، فيسجّل الجهاز التغيرات التي يسببه هذا الاضطراب كارتفاع دقات القلب أو زيادة في التنفّس أو غيرها من ردود أفعال .
ـ هناك قسم معيّن من هذا الجهاز ، يمكن أن يعتمد على ردود الفعل أو التغيّرات الحاصلة في الجلد . هذه الطريقة معروفة بـ” G.S.R” ( Galvanic Skin Response ) . يقوم هذا القسم بقياس درجة التعرّق في الجلد ، ( العرق سائل ناقل للتيار الكهربائي ) ، فالتعرّق تزداد نسبته أثناء الكذب ، فيتحسّس الجهاز تلك الزيادة الطفيفة ، فيتحرّك المؤشّر إلى مستوى معيّن ، ( زيادة في نسبة السائل يعني زيادة في ناقلية التيار الكهربائي ) .
ـ فهذا الجهاز لا يعلم بالغيب كما يتصوره البعض . إنه يقوم بتحديد مستويات معيّنة من ردود أفعال جسدية ، فيقارنها الخبير مع الحالات النفسية التي يعرف دلالاتها مسبقاً . مثلاً :
ـ الكذب يسبب الخوف ، فيسجّل إشارة مرتفعة لمستوى معيّن ، فيستدلّ الخبير من ذلك أن الشخص خائف .ـ عدم معرفة جواب معيّن يسبب الإرباك ، فيؤشر الجهاز على مستوى معيّن ، يستدلّ الخبير أن الشخص مرتبك .
ـ الثقة بالنفس يسبب الهدوء ، فيسجّل الجهاز إشارة محدّدة .
ـ الشعور بالارتياح يسبب السعادة ، فيؤشر الجهاز مستوى يدلّ على تلك الحالة النفسية.
و قد رفضت المحاكم ، أو أي مؤسسة عدلية أخرى ، الأخذ بنتائج البوليغراف كشاهد إثبات ضدّ المتهمين . و السبب لا يعود إلى وجود عيب في أداء الجهاز أو دقّته ، بل المشكلة تكمن عند بعض المجرمين الذين يتصفون ببرودة و بلادة حسّية مما يجعله من المستحيل على الجهاز تسجيل أي ردّة فعل نفسية لهم .
قام “باكستر” بتجربته الأولى في الثاني من شباط عام 1966م ، بمدينة نيويورك ، بينما كان في مركز التدريب على البوليغراف ، فروى أحداثها قائلاً :
{“…. لا أعرف ما هو السبب وراء الفكرة التي خطرت لي فجأة لمعرفة كم من الوقت تستغرقه النبتة في عملية امتصاص المياه من جذورها مروراً بالجذع وصولاً إلى الورقة العلوية …. قمت بسقي النبتة بعد أن وصلت إحدى الأوراق العلوية ، عن طريق أسلاك ، بجهاز البوليغراف ، على طريقة G.S.R التي يمكنها استشعار درجة الرطوبة في النبتة . فكنت مقتنعاً بفكرة أن المياه التي تجري في عروق النبتة ، سوف تصل بعد فترة إلى الورقة العلوية الموصولة بجهاز البوليغراف ، و عندما تصبح الورقة مشبعة بالماء ( تزداد رطوبتها ) ، يزيد ذلك من ناقلية التيار الكهربائي ، فيؤشّر الجهاز ، و أستطيع حينها أن أعرف مدّة إنتقال المياه من الجذور إلى الورقة العلوية ……..
و كانت المفاجأة المثيرة هي أنني في الوقت الذي قمت فيه بسقي النبتة ، راح الجهاز ، بنفس اللحظة ، يرسم خطوط بيانية تؤشر إلى حالة “إرتباك”*! ****. مما يدلّ على ردود فعل نفسية ! … فتساءلت كيف يمكن لنبتة أن تعطي هذه النتيجة المشابهة لنتائج ردود فعل إنسانية ؟! .
و خطرت لي فكرة تجعلني أتأكّد من خلالها أن هذه العملية ليست صدفة أو ما شابه ذلك ، فرحت أفكر بوسيلة أقوم بها ، كتهديد النبتة بالخطر ، لأن هذه الوسيلة تسبب حالة “الخوف” ، و هذه الحالة تعطي نتيجة دقيقة على مؤشّر الجهاز ……. و قد حاولت لمدّة ربع ساعة ، أن أحصل من النبتة على حالة “خوف”، عن طريق تغطيس أحد أوراقها في فنجان قهوة ساخن ، لكن لم يحدث أي تجاوب أو ردّة فعل ……. فخطرت لي فكرة أخرى ، سوف أقوم بحرق تلك الورقة !.
فرحت أبحث عن علبة الكبريت في مكتبي لكنني لم أجدها ، و بينما كنت واقفاً ، على بعد متر و نصف عن النبتة ، أفكّر أين وضعت علبة الكبريت ، لفت نظري جهاز البوليغراف الذي راح يرسم خطوط تشير إلى حالة هيجان ، “رعب”! …….
في تلك اللحظة ، لازال المنطق يسيطر على تفكيري ، فأوّل فكرة راودتني هي أن المياه قد وصلت أخيراً إلى الورقة و أشبعت بدرجة عالية من الرطوبة ، فأدى ذلك إلى تحريك المؤشّر ….أو هل يمكن أن تكون النبتة قد قرأت أفكاري و علمت بأنني أنوي حرق ورقتها ؟!.
…. أردت أن أحسم الأمر ، فذهبت إلى مكتب السكرتيرة و عدت بعلبة كبريت ، لكنني وجدت أن مؤشّر الجهاز يتحرّك بشكل جنوني ، (أعلى مستوى من الانفعال )! “حالة رعب شديد”! …فعدلت عن رأيي حينها ، حيث أنه لا يمكنني قراءة أي نتيجة على أي حال ، بسبب حركة المؤشر المجنونة . لكن عندما وضعت علبة الكبريت جانباً عاد الجهاز إلى حالة هدوء تام !.
في تلك الأثناء ، و بينما كنت في حالة حيرة و دهشة ، دخل شريكي في العمل ، و أخبرته عن كامل القصّة ، فقام هو بنفس التجربة ، و كانت النتيجة ذاتها ! …. عندما صمّم شريكي على حرق الورقة ، راح المؤشّر يتحرّك بشكل جنوني ! “رعب”! ….
لكن الغريب في الأمر هو أنه عندما كان يتظاهر بأنه سوف يحرق الورقة ( و هو لا ينوي ذلك ) ، تبقى ردّة فعل النبتة طبيعية (لا يتحرك المؤشّر) ! . أي أن النبتة تستطيع أن تفرّق بين من يتظاهر بنيّة القيام بفعل ما ، و بين من يصمّم على القيام بذلك الفعل ! …….” إنها تقرأ الأفكار !” …”}
ظاهرة “باكستر” Backster Phenomena
أقام “باكستر” الكثير من التجارب الأخرى ، و كانت كل تجربة تكشف عن ميزة فكرية جديدة في عالم النبات . فلاحظ مثلاً أن النبتة تتأثّر من موت إحدى الكائنات الحيّة بقربها ( حتى الخلية المجهرية) . و يمكن لها أن تتعرّف على شخص قام بإيذاء نبتة أخرى ، فعندما يدخل هذا الشخص إلى الغرفة التي توجد فيها النبتة ، يبدأ الجهاز بتسجيل انفعالات تدلّ على “الرعب”.
و قد اكتشف باكستر أن نباتاته المنزلية تتجاوب لأفكاره مهما كانت المسافة الفاصلة بينهم . ففي يوم من الأيام ، بينما كان عائداً إلى المنزل ، و لازال بعيداً مسافة عدّة كيلومترات ، قرّر إعلام النباتات ، عن طريق التواصل الفكري ( أي مجرّد التفكير بهم ) ، أنه قادم إلى المنزل . و عند وصوله بعد فترة ، اكتشف أن جهاز البوليغراف قد قام بتسجيل حالة (انفعال) بنفس اللحظة التي قام فيها بالتواصل الفكري أثناء عودته على الطريق !.
و بالرغم من أن التجارب التي أقامها “باكستر” ، أعيدت آلاف المرات من قبل الكثيرين حول العالم ، و قد عُرِضت في عشرات المحطات التلفزيونية ، مع ذلك كله ، فإن الفكرة لازالت غير مألوفة لأغلبية الناس .
و المشكلة ليست في عدم صدقية هذه الظاهرة التي لم يتوقّعها أي إنسان متحضّر ، ( و قد شرحنا عدّة أسباب لرفض البشر للأفكار الجديدة ) ، أما المجتمع العلمي ، فكما عادته دائماً ، لم يعترف بها لأسباب كثيرة ، أهمها هو أن هذه الظاهرة قد كشفها رجل ليس له علاقة بالعلم لا من قريب أو بعيد ، و طبعاً ، كبرياءهم لم يسمح بذلك أبداً ، و فضّلوا إثبات عدم صدقيتها ( و حرمان الشعوب من الحقيقة ) على أن يقبلون بهذه الحقيقة التي جعلتهم يظهرون كالأغبياء .
بالإضافة إلى أسباب أيديولوجية تفرض نفسها على الساحة ، فهذه الظاهرة قد أثبتت صدقية بعض الأديان “البدائية” التي تعتبرها المجتمعات المتحضّرة “وثنية”، تلك الأديان المنتشرة في جزر المحيطات و أدغال الأمازون و أفريقيا و أستراليا و غيرها ، التي آمنت جميعها بأن النباتات لها أرواح و يمكن مخاطبتها .
أما نحن كبشر ، فنرفض بكل بساطة فكرة وجود أي كائن ذكي سوانا على هذه المعمورة ، بينما تثبت الحقائق و الاكتشافات يوماً بعد يوم ما يدلّ على أننا أكثر الكائنات غباءً على الإطلاق .
أقيمت الدراسات في مؤسسات أكاديمية كثيرة حول العالم و جميعها توصّلت إلى النتيجة ذاتها : “النباتات واعية”!. و من تلك الأكاديميات ، سنورد بعض التجارب التي أقامتها جامعة “ساوث كاليفرنيا” ، و قد استخدموا طريقة GSR في التواصل مع النباتات .
راحوا يدرسون ردود أفعال النباتات تجاه أعمال مختلفة مثل : ردّة فعلها أثناء سقيها بالماء ، أو دفنها تحت التراب ، أو عزف الموسيقى لها ، أو الغناء لها أو محادثتها أو غيرها من أعمال .
واكتشفوا فيما بعد أن النباتات الموجودة في الجوار (خارج قاعة الاختبار) , تظهر ردود أفعال مشابهة للنباتات الموجودة داخل القاعة ، أي أنه يوجد نوع من التواصل بين النباتات . فقرروا إجراء اختبارات إضافية لإثبات صدقية ذلك ، فقاموا بنقل قسم من النباتات الموجودة في قاعة الاختبار إلى قاعة موجودة في بناء آخر ، بعيدة مئات الأمتار من القاعة الأساسية .
و جرت التجربة على الشكل التالي :
دخل خمسة أشخاص إلى القاعة الأولى و كل منهم مكلّف بمهمّة مختلفة . الأوّل مثلاً مهمته هي سقي النباتات ، و مهمة الثاني هي تسليط ضوء ساطع عليها ، و الثالث كانت مهمته العزف على الغيتار و الغناء ، و هكذا حتى النهاية . و كانت ردود فعل النباتات في تلك الغرفة متفاوتة حسب اختلاف المهمّات التي نفّذها الأشخاص الخمسة ، بينما في القاعة الثانية فلم تسجّل أي ردّة فعل على الإطلاق .
بعد ذلك ، دخل شخص سادس يحمل مقصّ و راح يقصّ بعض الأوراق من النباتات الموجودة في القاعة الأولى . و في تلك اللّحظة بالذات ، راحت النباتات الموجودة في كلا القاعتين الأولى و الثانية تسجّل ردود فعل عنيفة (هيجان كبير)!. و في نفس اليوم ، دخل الأشخاص ، (الذين نفذوا مهمات مختلفة في القاعة الأولى) ، إلى القاعة الثانية ، واحد تلو الآخر ، فلم تسجّل النباتات أي ردّة فعل (ما عدا عازف الموسيقى ، حيث سجّلت النباتات ما يشير إلى الارتياح ، مع أن هذا الشخص لم يعزف الموسيقى سوى في القاعة الأولى فقط ، لكن هذه النباتات تعرّفت عليه مباشرة!).
لكن عندما دخل الشخص السادس إلى القاعة ، راحت الأجهزة ترسم خطوط بيانية عنيفة (رعب) ! ، مع العلم أن هذا الشخص لم يكن يحمل في يده أي مقصّ أو أي شيء يسبّب الخوف , يبدو أن النباتات عرفت أنه هو الشخص ذاته الذي قام بقصّ الأوراق من النباتات الموجودة في القاعة الأولى !.
كيف تعرّفت عليه رغم تلك المسافة الفاصلة بين المجموعتين المنفصلتين من النباتات ؟
و جرت التجربة على الشكل التالي
هناك نوع من الأشجار المعروفة في أفريقيا ، و التي يبدو أن أوراقها هي طعام مفضّل عند الزرافات . لكن الغريب في الأمر هو أن لديها حساسية خاصّة تجاه الحيوانات ، فعندما تقترب منها مجموعة من الزرافات و تبدأ بالتهام أوراقها ، يتحوّل طعم الأوراق خلال ربع ساعة إلى طعم مرّ مثل العلقم ، فتنفر منها الزرافات و تذهب بعيداً !.
لكن الأغرب من ذلك هو أن الأشجار المجاورة ، التي تتواجد على بعد كيلومتر تقريباً من الشجرة المعنيّة ، يتحوّل طعم أوراقها إلى مرار أيضاً ، فتضطرّ الحيوانات إلى الانتقال إلى مكان آخر بعيد جداً ! .
هل هذا تخاطر ؟، وعي نباتي ؟ ، أم الاثنين معاً ؟ .في الخمسينات من القرن الماضي ، أعلن عالم النباتات الهندي الدكتور “ت.س سينغ”T.S SING ، من جامعة “أناماليل” في الهند ، أن النباتات تتأثّر بالموسيقى حيث أنه يمكن أن تلعب دوراً مهماً في عملية النمو عند النباتات .
ولقد أقيمت عدّة اختبارات لمعرفة أي نوع من الموسيقى هي مناسبة لمزاج النباتات . و في العام 1970م ، قام طبيب أسنان اسمه “جورج ميلستاين” بتوزيع أول اسطوانة موسيقية بعنوان “موسيقى لنمو النباتات”. وأكّد أن عملية سماع النبات لألحان معيّنة قد تساعد في تسريع نموها أضعاف المرّات !.
أما الحقيقة الأكيدة التي توصّلت إليها التجارب التي تدرس تجاوب النبات للموسيقى هو أن النبتة تنمو مع الأيام نحو مصدر الموسيقى الكلاسيكية الهادئة ، بينما تنمو بعيداً عن الموسيقى الصاخبة مثل “الروك أند رول” و قد تذبل أحياناً و تموت.
قام “مارسيل فوغيل” Marcel Vogel بنفس التجارب التي نفذها “باكستر”، و لاقت جميعها النجاح . فتوصّل إلى استنتاج مثير يقول ” أن هناك طاقة حياتية ، قدرة كونية تحيط بالكائنات الحيّة ، و تتقاسمها جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان “.
و قال في كتابه “حياة النباتات السرّية” :
” هذه الوحدة الكونية هي التي تؤدي إلى إمكانية وجود حساسية متبادلة تجعل هذا التواصل بين النباتات و الإنسان ممكناً ، و ليس هذا فقط ، بل تمكّن النباتات أيضاً من حفظ هذه العلاقة في ذاكرتها !”.
تستطيع النبتة معرفة أي نوع من النمل الذي يسرق رحيقها ، فتغلق المنافذ المؤدية للرحيق عندما تشعر بوجود هذا النوع من النمل في الجوار ! و تتفتح عندما يوجد كمية كافية من الندى على ساقها مما يشكّّل عقبة في عملية تسلّق النمل .
أما شجرة الأكاسيا مثلاً ، فهي تكافئ نوع من النمل بالسماح له بتناول رحيقها مقابل خدماته التي تتمثّل بالدفاع عنها ضد الحشرات المؤذية و كذلك بعض الحيوانات العاشبة التي تقترب من الشجرة !.
هذه العلاقة الصميمة بين النباتات و الكائنات الأخرى ، التي تعتمد على الخدمات المتبادلة ، مألوفة في الطبيعة المحيطة بنا !.
جميع الشعوب الفطرية (البدائية بمفهومنا العصري) ، التي لازالت تعيش بانسجام تام مع الطبيعة ، مثل هنود أميركا الشمالية ، و هنود الأمازون ، و سكان أستراليا الأصليين ، و سكان الكالاهاري في أفريقيا (البوشمان) ، و غيرهم من الشعوب الذين في طريقهم إلى الانقراض ، تقوم تعاليمهم التقليدية على تشجيع أبنائهم لاحترام الطبيعة و التواصل معها . و ربما هذا هو السبب وراء حقيقة أنهم يحقّقون معجزات علاجية أحياناً في طب الأعشاب .
يقول “جون كيهو”، و هو رحال قام برحلات عديدة حول العالم (و لقاء الشعوب البدائية) ، لقد وجد الجواب أخيراً لسؤال راوده لسنين طويلة ( و هو في الحقيقة يراود الكثير منا ) ، { ما هو المصدر الأساسي للطرق و الأساليب العلاجية المختلفة بين أطباء الأعشاب الذين توارثوا هذه المهنة عبر العصور ؟}
فإذا سألت أحد أطباء الأعشاب التقليديين ، كيف تعرف أن هذه العشبة أو النبتة هي الدواء المناسب لمرض أو داء معيّن ؟ ، يكون جوابهم ” لا نعلم ! ، فلقد توارثنا هذه المعلومات و التقنيات من أسلافنا القدماء ، جيل بعد جيل ، حتى وصلت إلينا ، و كل ما نعرفه هو أن هذه الأعشاب هي أدوية فعّالة ضدّ الأمراض ”.
بينما كان “جون كيهو” يجوب الأدغال الأفريقية مع فرقته الاستكشافية ، توجّهت امرأة ، و هي إحدى أفراد الفرقة ، نحو إحدى الأشجار و قطفت بعض من أوراقها و راحت تمضغها في فمها لبعض الوقت ثم وضعت الأوراق الممضوغة على عيونها ( كانت تعاني من مشاكل في العيون).
و جرت التجربة على الشكل التالي
فسألها “جون” إن كانت تعرف هذه الطريقة من قبل ، فقالت أنها لم تعرف شيئاً عن هذه الشجرة من قبل ! ، فصدم “جون” من جوابها حيث يعلم أنه هناك الكثير من الأشجار السامة في تلك الغابات .
فقال لها مؤنّباً أن هذا الفعل قد يسبّب لها الأذى الكبير إن لم تكن تعلم ماذا تفعل. فكان جوابها :
“لدي إيمان مطلق بهذا العلاج ، فقد أوحت لي تلك الشجرة ذلك ، لا أعرف كيف ، لكنني متأكّدة من أنها فعلت ” ! ، فطلب “جون” من دليله الأفريقي أن يتعرّف على نوع الشجرة و احتفظ ببعض من أوراقها ليدرسها عند عودتهم إلى المخيّم.
وعند عودتهم ، قاموا بالبحث في الموسوعة النباتية عن معلومات حول هذه الشجرة ، و وجدوا أن اسمها العلمي هو “سيلفر تارمناليا” Silver Terminalia . و راحوا يقرءون مواصفاتها و ميزاتها و غيرها من معلومات حتى وصلوا إلى ما فاجأهم ، تقول إحدى السطور:
” لهذه الشجرة استخدامات كثيرة بين الشعوب الأفريقية ، و لأوراقها طعم مرّ ، و كانت الأوراق تؤخذ كدواء للإسهال ، و يمكن لها أن تستخدم كمطهّر للعيون ! “.
أما تلك المرأة ، فقد شفيت عيونها تماماً في اليوم التالي !.. هل هي صدفة ؟! أم معجزة ؟! أو أنها عملية تواصل طبيعية مع النباتات ، و التي تحدّث عنها القدماء ؟!.
ذلك التواصل الذي نحن حُرِمنا منه كبشر متحضّرين ، بسبب ضجيج الحياة العصرية ، و أسباب كثيرة أخرى . و السؤال الذي يظهر مباشرة في أذهاننا يقول: ” هل يمكن أن نكون قد فقدنا تلك القدرة إلى الأبد ؟ ، القدرة على تحسّس واستشعار تلك النغمة الخفية في الطبيعة ، كهمسات النباتات و الأشجار من حولنا .
و جرت التجربة على الشكل التالي
نبتة آكلة للّحوم!
هذه صورة تمثّل ورقة لنبتة ” فينوس ـ آكلة الحشرات ” Venus-Flytrap ، هذه الورقة المؤلّفة من جزئين ( مشابهة لفكّين ذات أسنان ) ، تبدو هذه الورقة في البداية مكان آمن و جذّاب لهبوط الحشرات أو الكائنات الأخرى . لكنها في الحقيقة ليست سوى فخّ محكم يستحيل الإفلات منه . يظهر في الصورة ضفدع مسكين ، زلّت قدمه بالخطأ إلى هذا الموقع المميت.
بعد أن أصبح في الموقع المناسب ، قامت النبتة بإطباق فكّيها عليه بإحكام و يصعب عليه الإفلات بسبب الأشواك المتشابكة التي أمسكت به من الجانبين . تقوم بعدها النبتة بالتأكّد من وجود مادة البروتين في جسم الفريسة عن طريق أعضاء حسيّة خاصة . و إذا نجحت في اكتشاف هذه المادة ، تحكم قبضتها على الضفدع ثم يبدأ سائل يحتوي على أنزيمات هضمية بالتدفّق ، و تبدأ عملية هضم الفريسة . و لا داعي لشرح باقي القصّة .
نبتة آكلة للّحوم!
النبتة الخجولة
هذه النبتة حساسة جداً لدرجة أنها تتجاوب مباشرة مع أي محاولة للمسها أو الاقتراب منها أحياناً ، فتغلق زهرتها عند تعرّضها للمس . تذكروا أنه ليس لها دماغ و لا جهاز عصبي . فكيف تدرك و تشعر و من ثم تتجاوب حسب الحالة بسرعة كبيرة ؟.
النبتة الخجولة
نحن لسنا وحدنا !هل تعود أهمية الأحراش و الغابات إلى كونها مصدر الأكسيجين فقط؟
لا بد من أن لاحظتم الفرق بين السير في أرض جرداء , و السير بين الأشجار . ذلك الشعور الذي يصعب وصفه لكنه هناك ، لقد شعر به المتأملون و المتصوّفون و الروحانيون و الأدباء و الموسيقيون و غيرهم من مبدعين.
جميعهم أجمعوا على أن هذه البيئة هي مناسبة لأعمالهم الفكرية المختلفة .
هل يمكن أن تكون هذه الكائنات مصدر الإلهام أيضاً ؟
النبتة الخجولة
مصدر الحكمة !
عاشت هذه الأشجار العملاقة طفولتها منذ أكثر من ألفين و خمسمائة عام !.
فكم من تجارب و أحداث و خبرات حياتية مختلفة قامت هذه الكائنات بتخزينها في ذاكرتها العظيمة عبر هذه المدة الزمنية الطويلة
هل كان مصدر الحكمة التي تمتع بها عشاق الأدغال هو من هذه الكائنات الجبارة التي فاقت خبرتها ، خبرة الإنسان ؟ .
مصدر الحكمة !
جميعنا نعلم حقيقة أن النباتات تعدّ كائنات حيّة ، فهي تتغذّى ، تطرح الفضلات ، و تتكاثر . لكن في الوقت الذي أنت تمشي فيه على العشب ، و تضرب الشجيرات بالعصا ، أو تكسر أغصان الأشجار أو تقطف وردة أو غيرها من أعمال ، هل خطر لك يوماً أن النباتات قد تكون كائنات ذكية ! ، لها شعور و قدرات إدراكية متطوّرة ؟!.
لم يخطر أبداً في بال أي عالم مختصّ بالنباتات ، أن يقوم يوماً بفحص مدى الوعي الذي تتميّز به النباتات . بسبب نظرتهم المختلفة للحياة ، فلم يحاولوا حتى التفكير بإمكانية تمتع النباتات بالشعور و الإدراك الذي هو بنفس مستوى الإنسان ، إن لم نقل أكثر .
هناك عبارة يردّدها العلماء دوماً : ” النباتات ليس لها أدمغة ، فكيف يكون لها عقل ؟!”.
في الحقيقةًً لا نعرف كيف يكون لها عقل أو أين يوجد ، لكن أثبتت التجربة وجود ذلك العقل ، مليون بالمئة !.
ـ بقيت عقيدة أرسطو عن النباتات ( بأن لها أرواح لكن ليس لها شعور أو أحاسيس ) سارية المفعول حتى القرن الثامن عشر . إلى أن صرح ” كارل فون لين ” ، المؤسس الأوّل لعلم النبات ، بان النباتات لا تختلف عن الحيوان و الإنسان سوى في عدم قدرتها على الحركة .
ـ أوّل من تطرّق لفكرة أن النباتات عاقلة ، من بين المجتمع العلمي ، هو البروفيسور الألماني “غوستاف ثيودور فتشنر”، و كان ذلك في العام 1848م ، حيث نعته حينها الكثيرون “بالأحمق” لأنه تجرّأ و اقترح بأنه يجب على الناس أن يتحدثونا مع نباتاتهم من أجل مساعدتها على النمو .
في كتابه الذي بعنوان “نانا” Nana ، شرح فتشنر حقيقة أن النباتات قريبة التشابه فكرياً بالبشر ، و أن لها أنظمة عصبية مركزية ، و لها شعور مرهف . لذلك فعلى الناس أن يتواصلوا مع نباتاتهم عن طريق التحدّث إليها باستمرار .
ـ بعد مرور أربعة و ثلاثين عاماً على كتاب “فتشنر” ، نشر ” شارلز داروين” كتابه الذي بعنوان ” قدرة الحركة عند النباتات” ، و ذكر فيه أن النباتات لها صفات متقاربة مع الحيوانات . و أثبت أن النباتات المتسلقة لديها قدرة على الحركة بحرية ! و أضاف بالقول أن النباتات تظهر هذه القدرة فقط عندما تجد هذا ضرورياً ، و يكون ذلك في مصلحتها !.
ـ بعد ذلك بسنوات ، نشر “لوثر بوربانك” ، باحث في العلوم الإنسانية ، كتاب بعنوان ” تدجين النباتات الإنسانية”، و قال فيه أن النباتات قد لا تفهم الكلمات التي نقولها لكنها تستوعب ، بشكل تخاطري ، ما نقوله .
ـ في بدايات القرن العشرين ، جاء البايولوجي النمساوي ” راوول فرانس ” و تقدم بفكرة مناقضة تماماً للعقلية السائدة بين علماء الطبيعة . قال أن النباتات تستطيع تحريك أجسامها بحرية و سهولة و رشاقة و مهارة تضاهي أحياناً الحيوانات ! و السبب الذي يجعلنا لا ننتبه لهذه الحركات هو بطئها الشديد .
فالإنسان مقتنع بأن النباتات لا تتحرّك لأنه لا يسخّر الوقت الكافي لمراقبتها !.
أما النباتات المتسلقة ، مثل شجرة العنب ، فتبدأ بالزحف بحثاً عن دعامة، فتتوجّه نحو أقرب عامود ! و عند الوصول إليه تبدأ بالالتفاف حوله متسلقه للأعلى !. و إذا قمت بنقل العامود إلى مكان آخر قريب ، سوف تلاحظ بعد عدة ساعات ، أن هذه النبتة قد غيّرت اتجاهها نحو الموقع الجديد للعامود ! و تبدأ بالزحف نحوه !.
هل تستطيع رؤيته ؟. هل قامت بإدراكه عن طريق حواس لازلنا نجهلها ؟!.
ـ منذ مئة عام تقريباً ، قام العالم الهندي الكبير “جاغاديس شوندرا بوس” باختبارات مثيرة على النباتات . و أثبت خلال تجاربه حقيقة أن النباتات هي “كائنات عاقلة” . فهي تدرك كل ما يجري من حولها ، و تتأثّر بذلك حسب الحالة . و ذهب شوندرا في دراسته أبعد من ذلك ، حيث دلّت دراسته على العلاقة المنسجمة بين الكائن الحي و الجماد ، و أن الوعي موجود في كل شيء حتى الجماد.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليقك وشاركنا رايك